الحريق بمسكن الطالبة

"جميلة يا أم الدنيا" هي أخر كلمات كتبتها الطالبة اليمينية وباحثة العلوم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة منى مفتاح، عبر الحساب الخاص لها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وجاءت مني البالغة من العمر 30 عامًا من اليمن بعد أن أنهكتها ويلات الصراعات التي بدأت في عام 2011، للحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، إلا أنها لقيت مقتلها في جريمة قتل داخل منزلها في منطقة المنيل في القاهرة .

كانت منى قد ذهبت إلى موطنها في أجازة قصيرة وعادت منذ 3 أيام، لم تكن تتصور أن يكون اللقاء الأخير مع أسرتها وأصدقائها وذكريات طفولتها، منى كانت قد عبرت لصديقتها عن مخاوفها ومشاعرها المتضاربة خلال أجازتها في اليمن، قائلة : رجعت من اليمن عشان مفيهاش أمان ورجعت لأم الدنيا، إلا أن حياتها انتهت بعد 3 أيام فقط من عودتها إلى أم الدنيا، ودشن عدد من أصدقاء منى على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ بعنوان #قضية_منى_قضيتنا_وكرامتها_كرامتنا، #نريد_حق_منى.

وتسكن منى في منزل إيجار مفروش في حي المنيل، جاءت إلى مصر وحصلت على دبلوم المفاوضات الدولية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بتقدير جيد جدًا، فضلاً عن حصولها على تمهيدي ماجستير بتقدير جيد جدًا، بحسب قول صديقتها، كما أن مقتل الطالبة اليمنية عن طريق ربطها وخنقها وسرقه ممتلكاتها وإحراق شقتها في حي المنيل، أدي إلى غضب شعبي للجالية اليمينية في مصر، لتقول: فطوم الحميري "اليوم زاد الخوف على أسرنا وأخواتنا الطالبات وكل المقيمين اليمنيين في مصر من أن تتكرر هكذا جرائم في حقنا كـيمنيين فمنذ بدء الحرب على موطننا والكثير منا يتعرض لسرقات واعتداءات، ويتعامل معنا الأمن المصري بعدم اهتمام حازم، ولكن هذه المرة وصلت لقتل حرائرنا اليمنيات".

وتضيف فطوم "خرجت من بلدها لتطلب العلم وقتلت لأن السفارة لم توفر سكنًا ولا حماية ولا اهتمام لهؤلاء لطالبات المغتربات وربما يتكرر الفعل مع أخريات"، وبحسب أسرة الطالبة أن ابنتها عادت إلى القاهرة، الثلاثاء الماضي، وبحوزتها  7 آلاف دولار، تريد أن تدفعها كمصاريف دراسية للجامعة.
بينما تساءل مصطفى علوش أحد المواطنين اليمنين" هل يا ترى وزير الخارجية اليمني سيتابع قضية منى؟ مثل باقي القضايا التى يتابعها لشخصيات مهمة".

وكانت السفارة اليمنية في القاهرة أصدرت بيانًا مساء الجمعة بشأن واقعة مقتل الطالبة الجنوبية منى مفتاح، جاء فيه " وقع صباح الجمعة الموافق ٢٤ يونيو/حزيران حادثة مقتل إحدى الطالبات اليمنيات، حيث تعرضت لاعتداء أسفر عن مقتلها في شقتها في منطقة المنيل في القاهرة، وفور العلم في الحادث انتقل القائم بأعمال السفارة اليمنية في القاهرة السفير محمد الهيصمي وعدد من أعضاء السفاره المعنيين إلى مكان الحادث وبقوا هناك لأكثر من ثلاث ساعات لمتابعة وقائع التحقيق والمعاينة، في حين باشرت الأجهزة الأمنية المصرية بالتحقيق في الحادث.

والسفارة إذ تؤكد أن القضية قيد المتابعة الشخصية للسفير والمسؤولين في السفارة، وأنه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيق فور صدورها من قبل السلطات المصرية، وتعرب السفارة عن أسفها لوقوع الحادث المفجع وتعزي أسرة الفقيدة وتسأل الله أن يرحمها ويلهم ذويه الصبر والسلوان.