القاهرة - حسن أحمد
أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور الهلالي الشربيني أن مـستقبل اللغة الـعربـية قـضيـة أمن قومي بالمعنى الحقيقي ؛ لأن حـياة أي أمة تكمن في حياة لغـتـها وقـوتهـا وإزدهارهـا، فإذا مـاتت الـلغـة أو ضـعــفت أو إنـهـارت ضـاعت الأمـة ضياعاً لا يُبقى لها أثراً.
جاء ذلك خلال إنعقاد المنتدي العربي الثاني حول النهوض باللغة العربية ، تحت شعار " لغتنا هويتنا " ، وذلك للإحتفال باليوم العالمي للغة العربية ، والذي يحتفل به في الثامن عشر من ديسمبر كل عام
وأشار الشربيني إلي أن اللغة العربية تعد الرابطة الأقوي في دعم التواصل بين أبناء الأمة العربية ، والمعبرة عن وجدانهم وهويتهم وشخصيتهم ، ومخزون تراثهم الفكري والعلمي والإبداعي ، ووعاء حضارتهم العربية الأصيلة ، خاصة في ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية الحالية.
وقال الوزير في بيان للوزارة اليوم الاثنين - إن النهوض باللغة العربية بات ضرورة ملحة وواجباً قومياً ووطنياً ، خاصة مع المد الزاحف من اللغات الأجنبية والعامية الجارفة ، الأمر الذي يتطلب أن تتصدر هذه المسألة أولويات العمل العربي المشترك على كافة المستويات ، وأن يتم تبني ميثاق شرف عربي لحماية العربية ، يتضمن إلتزاماً بالعربية لغة رسمية في كافة الدول العربية في كل شؤونها ، وفي تعليم الأجيال لغة أمتهم ، والتصدي لدعوات التغريب والتشويه ونشر العامية بدلًا من الفصحي ؛ من أجل تحصين الهوية الثقافية العربية ، ودعم مقوماتها.
وأكد الشربيني أن وزارة التربية والتعليم في مصر لا تألو جهداً في سبيل النهوض باللغة العربية والإرتقاء بها من خلال تطوير مناهج اللغة العربية في كافة المراحل التعليمية ، بما يحافظ على تراثها الأصيل ، ويواكب مستجدات العصر الذي نعيشه.
وتابع قائلاً : " إيمانًا منها بأن النشاط المدرسي يسهم في تحقيق النمو المتكامل لأبنائنا الطلاب ، وتشكيل شخصياتهم وصقلها ؛ مما يدفعهم إلي التفكير السليم، والتميز في الأداء، كان على رأس هذه الأنشطة التربوية إقامة مسابقة للتحدث باللغة العربية الفصحي والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو ، يتم إجراؤها سنوياً على مستوي محافظات الجمهورية أولًا ، ثم على مستوي الوطن العربي ، وذلك في إطار التعاون المثمر بين الوزارة وجامعة الدول العربية ؛ حيث تهدف هذه المسابقة إلي رفع مستوي الطلاب في اللغة العربية ومهاراتها الأربع، وتنشيط مهارة التحدث بالفصحي في كل ما يريد الطلاب أن يعبروا عنه " .
وقال الوزير في نهاية اللقاء : " أثمن جهود الجامعة العربية الموقرة في هذا الإطار من تنسيق مع الدول العربية المشاركة ، وكافة المنظمات والهيئات المعنية باللغة العربية والنهوض بها " .
ومن جهته، أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أهمية النهوض باللغة العربية فهي من أهم الموضوعات التي تقع على عاتق المثقفين فهي الرابط اللساني بين الشعوب العربية، والمظلة الحاضرة لهم، والتي جعلت منا أمة عميقة موصولة بماضينا العريق، مشيراً إلي أننا نقرأ ونحتفظ بما كتبه الأسلاف من عشرات القرون.
وأوضح أبو الغيط أن اللغة العربية لغة الشعراء ، ويندر أن نجد لها بديلًا بين اللغات ، كما أننا قد وقعنا في غرام لغتنا ؛ لأنها تاج ثقافتنا، بالإضافة إلي أنها لغة عملية في الوقت ذاته ، مشيراً إلي أنها تواجه العديد من التحديات وأهمها: ( العولمة، والإنترنت ) ، فنجد أبناءنا يبتعدون عنها ، ويتحدثون باللغة الإنجليزية في منازلنا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، كما نجد تقصير من مثقفينا في تحديث برامج اللغة العربية.
وتابع قائلًا : " لا أبالغ في القول بأن سلامة المجتمعات من سلامة لغتها الأم لأنها تجمع أبناء الوطن العربي كله ، ومحركة للنهضة العربية الشاملة، من خلال إستيعاب وتجديد اللغة العربية كمدخل لتجديد الثقافة العربية " ، مشيراً إلي إندثار كثير من الأمم نتيجة إختفاء لغتها ، ومن هنا كانت الحاجة ملحة إليى الخروج بإستراتيجية للنهوض باللغة العربية ، والحفاظ عليها.