وزير التعليم المصري طارق شوقي

أعلن وزير التعليم المصري طارق شوقي،عن قرار والذي اعتبره بمثابة "المفاجأة المريحة" لطلاب الصف الأول الثانوي، بأن تكون الاختبارات التي هم بصدد الدخول إليها خلال أسابيع "تجريبية مطلقة"، لن تحتسب درجاتها وذلك بهدف الاستقرار على نتائج تجارب يجريها لتحسين نظم الدراسة والاختبارات، وتواصل "مصر اليوم" في هذا الشأن مع خبراء في السلك التعليمي والتربوي، موضحين مزايا القرارات غير التقليدية للوزير محتفظين ببعض التحذيرات التي تحسبوا بشأنها.

وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن الوزارة أعدّت لطلاب الصف الأول الثانوي المطبّق عليهم نظام التقييم الجديد، مفاجأة سارة، بخلاف الجدول المقرر إعلانه، الثلاثاء، والذي يتضمن أداء مادة واحدة في اليوم مع إتاحة فواصل مناسبة بين الامتحانات، وزيادة الفترة المخصصة للإجابة.

وأوضح الوزير، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي"  الثلاثاء، أن المفاجأة هي أن الامتحان الذي يؤديه الطلاب ورقيًا في يناير/كانون الثاني المقبل قبل إجازة الفصل الدراسي الأول، سيكون تجريبيًا بشكل مطلق، لا تحتسب درجاته ضمن التقييم التراكمي، ولا يترتب عليه النجاح أو الرسوب.

و قال عضو نقابة المهن التعليمية والخبير التعليمي سمير الغريب، لـ"مصر اليوم" إن القرار يندرج ضمن بقية تخرج عن الإطار التقليدي الذي انحسر فيه التعليم المصري، مشيرًا إلى أن الفكرة من حيث المبدأ مغرية، وأن مساعي وزير التربية والتعليم الحالي تستحق التشجيع، محذّرًا من إطلاق الأمور في النهاية بلا منهجية تحكمها أو هدف وإطار حاكم لمثل هذه التجارب، للوصول إلى أفضل الصيغ الممكنة بشأن نظام الاختبارات في سنوات الثانوية العامة.

وأضاف الغريب "نحن مطالبون بالتطرق لمزيد من دهاليز العملية التعليمة والمراحل التي تحتاج إلى اقتحام جرئ كنظم الاختبارات ومكاتب التنسيق وأشكال الاختبارات ومنع الرشاوى والمحسوبية، وتحسين نظام القبول بالجامعات، وكلها نواحي يجب أن تواكب الإصلاح سواء في المناهج أو في محاربة الدروس الخصوصية وغيرها.

 وأوضح الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي أن جودة التعليم في مصر متردية للغاية، وأنه في أمّس الاحتياج لأية خطط أو أفكار لإنقاذه من كبوته، معولا على الاهتمام الرئاسي في هذا الصدد، حيث قال إن توصيات الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الصدد لا تتوقف، وأن هدفه هو الاستفادة من تجارب الدول الأخرى المتقدمة تعليميًا، وهو مايظهر من خلال بعض الأفكار الحديثة وغير التقليدية التي تلجأ لها الحكومة.

وأختتم حمزة بأن قرار جعل الاختبار تجريبي سيتضح فوائدة أو أضراره فيما بعد، وأن الأهم هو عدم التركيز على جانب واحد من تطوير وتحسين العملية التعليمة، وأن تكون العملية شاملة لكافة عناصر وأبعاد المنظومة وليس الاختبارات ونظامها فقط.

وتواصل "مصر اليوم", مع الطالب في المرحلة الثانوية محمد سيد، الذي أبدى سعادته الغامرة بكون الاختبارات المقبلة "تجريبية"، قائلا أن ذلك لن يكون محفز للطلاب على ترك المواد أو عدم الاهتمام بها، وإنما دراستها بشكل متأني وحر بعيدا عن الضغوط المعتادة للاختبارات، مؤكدًا أن الخبر لم ينتشر بشكل كافي بين رفاقه، وإنما الكثيرين منهم سوف يسعد به، معربًا عن أمله في مزيد من الخطوات التي تزيح عن كاهلهم ما وصفه بـ"العبء الشديد" لمرحلة الثانوية العامة ومايترتب عليها من درجات.

وعبّر محمد جمال طالب المرحلة الثانوية عن تخوفه من أن تكون تلك الخطوات تطبق على طلاب غير مهيئين لها، وأن الطلاب حاليًا يحتاجوا إلى إصلاح حال المعلم والمدرسة والفصول، والقضاء بشكل جدي على الدروس الخصوصية، ومن ثم نأتي بعدها في الأفكار التي صنفها ووصفها بـ"الجريئة وغير المعتادة"، مطالبًا الوزارة بإعلان خطتها كاملة، وأهدافها بشكل واضح في أعقاب تطبيق التجربة التي هم بصدد إحلالها على اختبارات الصف الأول الثانوي.