القاهرة - محمود حساني
لا شكَّ أنَّ التعليم ، يلعب دورًا كبيرًا في مواجهة العنف والتطرف الذي ابتلت به مصر ، منذ عزل "جماعة الإخوان" عن حكم البلاد ، عقب ثورة الثلاثين من حزيران/يونيه 2013 . ويعي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، تماماً، أن مواجهة التطرف غير قاصرة على المواجهة الأمنية والعسكرية ، وإنما هي حرب تُشارك فيها جميع مؤسسات الدولة المعنية كوزارة التعليم والشباب والرياضة والأزهر والأوقاف .
من هنا جاء قرار الرئيس السيسي، بتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة التطرف، والذي يضم في عضويته ، وزارة التربية والتعليم ، لما لها من دور كبير في تشكيل وعي الأجيال المقبلة والمستقبلية ، بعدما نجحت العناصر المتطرفة ، في استغلال الجهل ، وغياب الوعي ، في استقطاب المزيد من عناصرها .
وأثار حادثا تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية ، اللذان وقعا ، يوم الأحد 9 نيسان/ أبريل الجاري ، وراح ضحيتهما أكثر من 40 قتيلاً و150 مصاباً ، حالة من الحزن بين أبناء الوطن مسلميه قبل أقباطه. وتجّلت مظاهر الحزن ، في قيام الأسرة المُسلمة ، التي يجمعها شارع واحد مع جيرانها الأقباط ، بزيارتهم وتقديم واجب العزاء ، بينما قرّرت أسر أخرى منع الأفراح والمناسبات التي كان مُزمع عقدها في الشارع ، تضامناً مع حالة الحزن التي يعيشها جيرانهم الأقباط .
محمد إبراهيم محمود معوض ، 41 عاماً ، مُعلم لغة غربية ، قرّر التعبير عن حزنه والألم الذي أصابه جرّاء الحادثين المتطرفين ، بطريقته الخاصة ، تُساهم في تعميق الروابط بين أبناء الوطن ، وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية بين الأجيال المُقبلة ، إذ قرّر في اليوم التالي من وقوع الحادثين ، وأثناء طابور الصباح ، رسم شعار الوحدة الوطنية ، "عاش الهلال مع الصليب" ، من خلال أجساد طلاب مدرسة "الناصرية" في الإسكندرية .
وقال محمد إبراهيم ، في لقاء مع " مصر اليوم ": نحن كمعلمين في وزارة التربية والتعليم ، تقع علينا مسؤولية كبيرة تفوق المسؤولية التي تقع على أبناء الدولة من رجال الجيش والشرطة، الذين قدموا أرواحهم في الحرب التي تخوضها مصر من مواجهة التطرف ، فنحن مسؤولون عن تشكيل الوعي لدى أبناء مصر ، حتى لا يكونوا ، فريسةً سهلة للاستقطاب من جانب جماعة الإخوان المحظورة أو الموالين لها ".
وأضاف :" في اليوم التالي من وقوع الحادث ، قرّرت ابتكار طريقة جديدة لترسيخ شعار الوحدة الوطنية بين نفوس طلاب المدرسة التي أعمل بها ، فتوصلت إلي هذه الفكرة ، وقرّرت تنفيذها في اليوم التالي من وقوع الحادثين ، وحازت على إشادة واسعة من جانب زملائي المعلمين ".
وأشار إبراهيم إلى أنه " أنه سعى من خلال رسم شعار الوحدة الوطنية من خلال أجساد طلاب المدرسة ، توصيل رسالة إلى العالم ، أن مصر بأقباطها ومسلميها سيقفون حجر عثرة أمام المخططات والمؤامرات التي تُحاك ضد الوطن".