الطلاب البريطانيون

حصل الطلاب البريطانيون على درجات مرتفعة، في مجموعة من الاختبارات الهامة في الرياضيات والعلوم على مستوى العالم، في حين أن معدل درجات الرياضيات لطلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة البريطانية لا يزال متأخرًا، عن معدلات درجات طلاب سنغافورة وهونغ كونغ. وفي إيرلندا الشمالية أظهر طلاب المدرسة الابتدائية مجددًا تفوقًا ملحوظًا في مادة الرياضيات، واحتلوا المرتبة السادسة في التصنيف من بين 49 دولة أوروبية أجرت هذا الاختبار.

وأظهرت اختبارات "توجهات الدراسة العالمية للرياضيات والعلوم TIMSS"، التي تجري كل أربعة أعوام، أن الطلاب البريطانيين حققوا في العام الماضي نفس مستوى اختبار عام 2011. والطلاب البريطانيون الذين تتراوح أعمارهم بين الثلاثة عشر والرابعة عشر، بذلوا أقصى ما لديهم من جهد في اختبار مادة العلوم، وتقدمت إنكلترا من المستوى التاسع إلى المستوى الثامن من بين 39 دولة أجروا هذا الاختبار، وبذلك تتقدم في التصنيف على الولايات المتحدة، وكندا وأستراليا. لكن كانت عدم مشاركة "فنلندا" في هذا الاختبار لهذه الفئة العمرية ما جعل إنكلترا في هذه المترتبة المتقدمة، وأنها جاءت في مقدمة الدول الأوروبية في اختبارات عام 2011.

وعلى الرغم من أن نتائج اختبار "توجهات الدراسة العالمية للرياضيات والعلوم TIMSS"، لم يشير إلى تطور يمكن أن يكون له دلالة إحصائية، إلا أنه كان كافيًا ليجعل إنكلترا في مقدمة الدول الأوروبية، مبينة بذلك التطور المستمر لمستوى تلاميذها، في مادة العلوم منذ بداية إجراء هذا الاختبار عام 1995. وفي حين هيمن من جديد على النتائج المرتفعة، لاختبار مادة الرياضيات مجموعة صغيرة من البلدان، تقدمتها سنغافورة التي أدت الاختبار، في كل الفئات العمرية، وخاصة اختبار أعوام 13 إلى 14 عامًا، حيث جاءت سنغافورة في مرتبة متقدمة عن كوريا الجنوبية وتايوان وهونغ كونغ واليابان.

وجاءت النتائج غير متقاربة بين الدول الأسيوية، الأعلى مرتبة مقارنة باختبارات الأعوام السابقة. وحازت سنغافورة وهونغ كونغ المرتبة الأعلى لاختبار الرياضيات، لفئة تلاميذ المرحلة الابتدائية، بينما يليهما في التصنيف، كوريا الجنوبية وتايوان واليابان، ثم إيرلندا الشمالية وروسيا. وشهدت نتائج إنكلترا تحسن طفيف في مادة الرياضيات في الفئة العمرية الثالثة عشر إلى الرابعة عشر، إلا أنها حلت في المرتبة الحادية بعد أن كانت في المرتبة العاشرة عام 2011 متفوقة عليها دولة "كازاخستان". أما في اختبار الرياضيات للفئة العمرية العاشرة احتلت المرتبة العاشرة، بعد أن كانت في التاسعة إذ تغلب عليها دولة "إيرلندا"، التي جاءت من المرتبة السابعة عشر في اختبار عام 2011.

وأكد روبرت كو، أستاذ في المجال التربوي في جامعة دورهام، أن هذه النتائج تظهر تفوق إنكلترا، إلا أن وسائل الإعلام تركز في الغالب على تصنيف الدول، الذي يكون في كثير من الأحيان مضللًا، إذ كل مرحلة من مراحل اختبار "توجهات في الدراسة العالمية للرياضيات والعلوم TIMSS " يضم مجموعة مختلفة من الدول. لكن أفضل مؤشر يعطينا النتيجة الفعلية هو مقارنة النتائج الحالية لدولة معينة بنتائجها السابقة، إذ شهدت نتائج إنكلترا تفوقًا عن الأعوام السابقة بنحو 11 درجة في اختبار الرياضيات للفئة العمرية الرابعة عشرة إذ جاءت نتيجة تلاميذ المرحلة الابتدائية الإنكليزية متفوقة على دولة "فنلندا" التي حلت في المرتبة السادسة عشرة، بعد أن كانت في الثامنة من آخر اختبار، كما أن إنكلترا جاءت على القمة من دول أوروبية منافسة كألمانيا وإيطاليا وفرنسا.

وفي نفس السياق، كانت نتائج إنكلترا التي حصلت عليها في مادة الرياضيات للفئة العمرية العاشرة بنحو 546 درجة، إذ ارتفعت بنحو 4 درجات عن الاختبار الماضي، وفي الفئة العمرية الرابعة عشرة لنفس المادة، حصلت على 518 درجة مرتفعة بنحو 11 درجة، عن آخر اختبار لها. أما في مادة العلوم في الفئة العمرية الرابعة عشرة، حصلت على 537 درجة مرتفعة بذلك بنحو 4 درجات عن الاختبار الماضي عام 2011. أما بالنسبة لإيرلندا الشمالية التي شاركت على استحياء في هذا الاختبار تقدمت على إنكلترا بنحو 24 نقطة في مادة الرياضيات، لكنها لم تؤد بنفس الكفاءة في اختبار مادة العلوم، إذ حلت في مرتبة متدنية عن إنكلترا بنحو 16 نقطة.

وأعرب نيك جيب وزير الدولة لشؤون المدارس، عن سروره بالنتائج التي حصلت عليها إنكلترا في هذا الاختبار، كما أنه يتوقع نتائج أفضل في الاختبارات المقبلة. وكشف السيد " بيتر وير" وزير التعليم الإيرلندي أن النتائج التي حققتها بلاده في هذا الاختبار تشير مدى التقدم المحرز والأداء المتفوق عن عام 2011.

وأبدي راسيل هوبي، رئيس الجمعية الوطنية للمعلمين عن سعادته بالتطوير والتحسين الذي شهدته المدارس الإنكليزية، لكن هذه النتائج تعكس بوضوح مشكلات تعين المعلمين التي منعت إنكلترا من تبوأ مرتبتها المتقدمة في التصنيف بين الدول. إذ لا بد من تغيير الطرق الموجودة حاليًا لطرق أفضل توائم العصر. وأعرب هوبي، عن قله البالغ من أن التلاميذ في المدارس الإنكليزية يتلقون التعليم على أيدي مدرسين من ذو الخبرات المحدودة. فالمعلمون في إنكلترا الآن يواجهون تحديًا صعبًا كالتدريس تحت ضغط عدد ساعات أكبر، وموائمة خبراتهم بالتغيرات التي تشهدها المناهج البريطانية، لكن الرضى النفسي والوظيفي لدى المعلمين الإنكليز هو في أدنى مستوى له مقارنة بنظرائهم في بلدان أخرى. فكل هذه العوامل تؤثر بالتبعية على مستوى التلاميذ في المدارس الإنكليزية.

وهذه النتائج هي واحدة من بين أفضل اختبارين في هذا المجال المقرر نشره خلال أسبوع. كما سينشر في السادس من كانون الأول/ديسمبر نتائج اختبار "البرنامج الدولي لتقييم الطلبة pisa" الذي يعتمد على طرق أخرى في قياس مستوى التلاميذ، حيث يشارك فيه إنكلترا وإسكتلندا وويلز. حيث سيشهد هذا الاختبار مشاركة منفصلة لإنكلترا بمدنها، ومن ثم سيعطينا نتائج في مدينة لندن ومدن إنكلترا الأخرى.