القاهرة - فريدة السيد
شهد مجلس النواب في جلسة الأحد 5 حزيران/ يونيو الجاري برئاسة سليمان وهدان وكيل المجلس ثورة من الغضب بعد تسريب مادة الدين الخاصة بامتحانات الثانوية العامة، ووصف الأعضاء ما حدث بالكارثة والجريمة المكتملة الأركان. وطالب البرلمانيون بإحالة القضية إلى النائب العام للفحص والتحري للوصول إلى المتهمين الحقيقيين، وقالوا: ما حدث يستوجب إقالة وزير التربية والتعليم الذي لم يفي بوعده منذ أيام بوقف الغش وتسريب الامتحانات. وطالبوابضرورة استدعاء وزير التربية والتعليم إلى البرلمان لإلقاء بيان عاجل يوضح فيه كل الأمور وكيف يمكن تسريب الامتحانات بهذه الصورة على الطلاب من خلال إجابات نموذجية بسعر "10 جنيهات للطالب". كما طالبوا من لجنة التعليم بوضع أسلوب جديد لإنقاذ التعليم في مصر بعد استمرار فشلة وانهياره.
جاء ذلك في الوقت الذي طالب فيه عدد من الأعضاء بضرورة تشكيل لجنة تقصي حقائق من البرلمان برئاسة رئيس لجنة التعليم؛ حتى يمكن الوصول إلى الخيوط والسيناريوهات التي تدبر لمصر، وقالوا: تجب محاسبة الوزير وأنه لا يجب أن يمر الأمر مرور الكرام، في حين طالب الدكتور علي المصيلحي بضرورة إلغاء الامتحانات فورا وتأجيل الامتحانات مثلما حدث عام 1967. وقال رئيس لجنة التعليم الدكتور جمال شيحة إن تسريب الامتحانات يجب أن لا يمر مرور الكرام لأننا ناقشنا مع وزير التربية والتعليم خطة الاستعدادات للامتحانات، وأكد وقتها أن هناك منظومة متكاملة لمنع تسريب الامتحانات ومنع الغش. مضيفا: نفاجأ في أول يوم بتسريب مادة يترتب عليها تأجيل الامتحانات؛ فيستدعى ذلك ضرورة حضور وزير التربية والتعليم للبرلمان ليكشف لنا حقيقة ذلك الإهمال. ويجب أن يأتي الوزير لا ليقول إنه تقدم ببلاغ للنائب العام ولكن لتوضيح كيفية اختراق منظومته.
ووصف النائب مصطفى بكري ما حدث بالمهزلة التي تمس الأمن القومي المصري، لكنه رفض أن يحمل المسؤولية كاملة لوزير التربية والتعليم، وقال إنها مسؤولية أجهزة الدولة كافة في ظل ما أصاب المجتمع من خلل رهيب خلال الخمس سنوات الماضية، وبعد أن نخر السوس في المصريين من عناصر خائنة، وقال: إن المطالب التي تردد "نشيل الوزير ونجيب وزير" هو الخطأ بعينه.
وقال البرلماني عمرو أبو اليزيد إن تسريب امتحان مادة التربية الدينية يؤكد أن هناك جاسوسا وفسادا داخل وزارة التربية والتعليم تسبب في تسريب الامتحان، مطالبا بضرورة وجود رد فعل قوي تجاه تلك التسريبات. وتساءل خلال اجتماع الجلسة العامة لمجلس النواب عن استعدادات الوزارة لاستقبال الامتحانات، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن تسريب الامتحان. وقال النائب عبد الله لاشين إن وزير التربية والتعليم لا يتحمل عبء تسريب الامتحان وحده، لافتا إلى وجود طلبة معهم أجهزة حديثة مستوردة من الصين يتم من خلالها تصوير الامتحانات وتسريبه على الفور. مضيفا: هناك ساعات مستوردة يستخدمها الطلاب لتصوير الامتحان، مطالبا النواب بعدم التسرع باتهام الوزارة وحدها وتحميلها المسؤولية والعمل على وقف تلك الأدوات الحديثة. وطالب النائب سلامة الجوهري بضرورة تقديم وزير التربية والتعليم لاستقالته بعد تلك الواقعة.
وكانت لجنة التعليم في اجتماعها قدمت بيانا عاجلا إلى رئيس مجلس النواب تطالب فيه باستدعاء وزير التربية والتعليم حول واقعة تسريب مادة التربية الدينية بالثانوية العامة. وقال رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان الدكتور جمال شيحة إن لجنة التعليم والبرلمان لن يكتفيا بمسألة تحويل الموضوع للنائب العام، وهناك إجراءات قانونية يتم اتخاذها، ولن نسمح بمرور هذه الواقعة مرور الكرام، والمطلوب من الوزير أن يأتي إلى البرلمان ويخبرنا كيف تم اختراق المنظومة التي أعلنها الوزير في اجتماع اللجنة في السابق وتعهد حينها بعدم حدوث تسريبات بامتحانات الثانوية العامة، وأن الغش لن يكون كالأعوام السابقة، واللجنة دعمت الوزير في هذه المنظومة؛ لكن ما حدث ينسف هذا الكلام لا سيما أن الأمر ليس غشا لكنه تسريب، والمطلوب الآن بشكل واضح تفسير ما تم وما هي الضمانات لعدم تكرار هذه المشكلة في الأعوام المقبلة؟
وأكد عبد الرحمن البكري عضو لجنة التعليم والبحث العلمي ونائب حزب النور أنه سيتقدم ببيان عاجل لرئيس المجلس الدكتور علي عبد العال ووزير التعليم الدكتور الهلالي الشربيني عن أسباب تسريب امتحان التربية الدينية بالثانوية العامة. مؤكدا أن التسريبات أصبحت ظاهرة مقصودة للنيل من مصر وليس مجرد تسريب امتحان. مضيفا أنه سيتم التصدي في لجنة التعليم والبحث العلمي لهذه الانحرافات بمنتهى القوة والحسم.
وأكد النائب علاء والي أن تسريب المادة أدى إلى إلغاء الامتحان على مستوى الجمهورية، وقد يؤدي ذلك إلى ضياع الوقت وتشتت أفكار الطلاب. مطالبا وزارة التربية والتعليم بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتسبب في إثارة الفوضى اليومية من تسريب الامتحانات وعدم تكرار ذلك مرة أخرى حرصا على مستقبل أولادنا من الطلاب، فتسريب الامتحان يحدث قبل بدء الامتحانات يوميا، وهذا ما لاحظناه العام الماضي، والآن يتكرر.