المرأة تكون أكثر ذكاءً وأفضل مزاجًا قبل الطمث

الفترات التي تكون فيها الخصوبة لدى المرأة في أعلى درجاتها، تكون خلالها أكثر ذكاءً، إلا أن عقلها ربما يتراجع بصورة كبيرة خلال فترة الدورة الشهرية، وذلك بحسب دراسة نشرت أخيرًا. وأضافت الدراسة، التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن منطقة المخ هي المنطقة المركزية لتكوين الذاكرة الإنسانية، كما أنها المسؤولة أيضا عن الحالة المزاجية والعاطفية، حيث تبين أنه يتزايد حجمها وقدراتها بالتزامن مع زيادة إفراز الهرمونات الجنسية.

وخلال البحث عن أسباب التقلبات المزاجية الحادة التي تتواكب مع زيادة الهرمونات عند المرأة، رأى الباحثون أن السبب في ذلك هو إفراز هرمون "الاستروجين" بنسبة عالية، والذي يساعد على تضخيم "قرن امون". وهذه المنطقة في المخ هي المسؤولة عن تشكيل الذكريات الأولى التي لها دور رئيسي في العواطف، حيث هرمون "الأستروجين" عندما يكون في أعلى مستوياته، خلال مرحلة التبويض، حيث تخرج البويضة من المبيض إلى قناة "فالوب"، فإن بنية المخ تكون في أكبر أحجامها، في حين أنه عند بداية الدورة الشهرية لدى المرأة، تبدا مستويات الهرمون في الانخفاض، لتتقلص بعدها منطقة المخ، حيث تكون عملية الزيادة في الحجم والانكماش منظمة بشكل مذهل، بحسب ما قال الباحثون.

وأضافت الدراسة أن هرمون "الأستروجين" يبقى الوحيد القادر على إحداث مثل هذا التأثير، حيث أن الهرمون الأنثوي الرئيسي الأخر للمرأة، واسمه "البروجسترون"، لا يؤثر إطلاقا على حجم المخ. ويأمل الباحثون بمعهد ماكس بلانك للعلوم الطبية في أن يكون الاكتشاف الجديد سببًا في معرفة أسباب الخلل التي تؤدي إلى التقلبات المزاجية الكبيرة لدى المرأة والخمول والاكتئاب خلال فترة الدورة الشهرية. وتلك الحالة تسمى حالة اضطراب الهوية قبل الطمث، وهي الحالة التي من المعتقد أنها تؤثر على امرأة واحدة بين كل 12 سيدة، حيث تقول الدكتورة جوليا زاخر، أنه لفهم أسباب هذه الحالة ينبغي أن نتابع أولا إيقاع عمل المخ للمرأة السليمة، وهنا فقط يمكننا اكتشاف الفرق لدى المتضررين.

ويرى القائمون على الدراسة أن النتائج سوف تسلط الضوء اختلافات كبيرة بين الرجال والنساء حول مسألة الاضطرابات المزاجية، حيث أن احتمالات إصابة المرأة بالاكتئاب تبقى ضعف الرجل. ويقول الباحثون أن الانخفاض الحاد في هرمون الأستروجين يبقى سببًا رئيسيًا في حالة اكتئاب المزاج لدى النساء، خاصة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، وكذلك بعد الولادة مباشرة، حيث أنهم قاموا باستخدام ماسح ضوئي يعمل بالرنين المغناطيسي لقياس حجم الحصين لدى إمرأة تبلغ من العمر 32 عاما كل يومين أو ثلاثة أيام خلال الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، حيث وجدت زيادة في حجم الحصين مع زيادة افراز هرمون "الاستروجين"، كما يتزايد حجم المادة الرمادية والبيضاء خلال تلك الفترة نفسها.

ولم يتوقع الباحثون الاثار المترتبة على نمو الحصين "قرن آمون" ، ولكن يبقى تغيرات الحالة المزاجية لغزا، وإن كانوا يرون أن نمو الحصين يلعب دورًا رئيسيًا في تحسين الحالة المزاجية وكذلك الذاكرة والحالة العاطفية.