القاهرة ـ مصر اليوم
أكد السفير اليابانى في القاهرة، تاكيهيرو كاجاوا أن المدارس اليابانية في مصر سيكون لها دور كبير فى إظهار إمكانات المصريين. وكشف في حوار موسع مع الجريدة أنه تم تنفيذ مشاريع التعاون بين مصر واليابان في مجالات واسعة النطاق وبالتوازي، وتُعد "الشراكة التعليمية المصرية اليابانية EJEP" التي تم الاتفاق عليها بين قادة البلدين أثناء زيارة الرئيس السيسي لليابان في فبراير 2016، من أهم الاتفاقات التي تم إبرامها ولها مكانة ووضعية خاصة جدًا، حيث أعلنت الحكومتان إرسال 2500 مصري على الأقل خلال الخمس سنوات المقبلة من الطلاب والمعلمين وموظفي الحكومة، خصوصا في مجالات التعليم والصحة بالإضافة لتطبيق نموذج التعليم الياباني في مصر.
وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015، لها هدف رابع هو: "توفير تعليم شامل ومنصف وعالي الجودة لجميع الناس وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة"، وهذه الفكرة مماثلة تمامًا للفلسفة التي دعمت التنمية الاقتصادية في اليابان، وبناء على ذلك فإن من أهم خصائص التعليم في اليابان أن المدرسة تقوم برعاية الأطفال بشكلٍ شامل من جميع الجوانب، حيث يقوم أساتذة المدارس اليابانية بمساندة نمو الأطفال، ليس فقط من ناحية اكتساب المعارف والقدرات الدراسية، ولكن أيضًا الجوانب الأخلاقية والقدرات البدنية.
وتابع : "تهدف "التوكاتسو" أو الأنشطة الخاصة من خلال الأنشطة الجماعية إلى:
1- تنمية متناغمة للعقل والجسم معًا، مع تقوية شخصية الفرد.
2- تعزيز السلوك الإيجابى والعملى لدى الأطفال من أجل بناء حياة أفضل وتكوين علاقات إنسانية كفرد فى المجتمع.
3- تنمية قدرات الأطفال على تطوير الذات والاستفادة منها، والتفكير بعمق فى أسلوب الحياة الخاص بهم.
وعلى سبيل المثال، من بين الأنشطة المحددة التي يقوم بها الطلاب: الأنشطة الجماعية التي تقوم بها المدرسة ككل عند إقامة اليوم الرياضي واليوم الثقافي المدرسي، وأنشطة تنظيف الطلاب للفصول الدراسية ودورات المياه بأنفسهم بشكلٍ يومي، وأنشطة الصف وأنشطة مجالس الطلاب وقيام الطلاب بتحديد الأدوار المنوطة بهم والمهام الموكلة إليهم فيها بأنفسهم.
وكل هذا يؤدي إلى نتائج إيجابية منها تعزيز فكرة التفكير في الآخرين، ومراعاة مشاعرهم لدى الأطفال وتنمية القدرة على إنجاز عمل ما بالتعاون مع من حولهم، أعتقد أن تجربة اليابان هذه سوف تسهم في نمو وتنشئة الأطفال فى مصر أيضًا من جوانب عدة، وليس فقط من ناحية زيادة القدرات الدراسية والمذاكرة.
وأكد السفير : بالطبع من الأفضل أن يصبح الجيل الذي تم بناء شخصيته من خلال تعلم "التوكاتسو" قادرًا على استخدام التكنولوجيا الحديثة، ولكن تكنولوجيا المعلومات ليست سوى وسيلة من وسائل التعليم، ولا تتحكم في نجاح أو فشل عملية التعليم. وقال إن هناك العديد من الأنشطة، على سبيل المثال أنشطة تنظيف الفصول الدراسية والمدرسة وأنشطة تقسيم المهام اليومية داخل الفصل بين الطلاب وأنشطة غسل الأيدي وترتيب الصفوف أثناء الطابور المدرسي وغيرها من الفعاليات المدرسية.
وأضاف أنه سيتم اختيار أنشطة التوكاتسو المتعددة بحسب الوضع الفعلي للمدارس المصرية، التي ستقوم بإدخال التوكاتسو مثل حالة مرافق المدرسة وما إلى ذلك، وعلى وجه التحديد، فإن المدارس الرائدة والمدارس النموذجية التي ستقوم بتجربة إدخال التوكاتسو في البداية ستكون بمثابة نموذج يحتذى به في إدخال التوكاتسو في المدرسة المصرية بأكملها فيما بعد، ولذلك أعتقد أنه سيكون لها دور كبير للغاية. وأوضح يتم اختيارها بواسطة وزارة التربية والتعليم بالوضع في الاعتبار حالة الصيانة للمرافق المدرسية وعدد الطلبة والموقع الجغرافي وغيرها من الأمور المهمة ومن المنتظر إدخال النظام الياباني في ٢٠٠ مدرسة على مستوى المحافظات.
عنوانين