تغير سلوك الاطفال في المدارس

 تشهد مدارس محافظة أسوان أوجه عديدة من الإهمال، بداية من وجودها في مناطق عشوائية، إلى بعدها عن الأنظار والمراقبة التي اقتصرت على الشعارات فقط، وأخيرًا إلى دور المسؤولين الذين يكتفون دائمًا بإعطاء التوجيهات المكتوبة، من دون التنفيذ على أرض الواقع.

ويرسل الآباء والأمهات أطفالهم إلى المدارس، ليدرسوا ويتعلموا ويمرحوا ويتمتعوا بطفولتهم البريئة، على أساس أن المدرسة بيئة آمنة، تهتم بالأطفال وتحافظ عليهم، حتى يعودون إلى منازلهم في نهاية اليوم الدراسي، بكل صحة وسلامة وأمان يحملون شهادات النجاح والتفوق، لا أن يحملوا شهادات في الفشل والتدني الأخلاقي.

 

وأصبحت الصورة الواضحة للمدارس هي الإهمال والتقصير والتراخي واللامبالاة، وانعدام الضمير والتفريط في الأمانة، وعدم تحمل المسؤولية، ولعل أبسطها هو ما يحدث يوميًا من تعرض مئات الأطفال في بعض المدارس، للعديد من أشكال الإهانة، وإساءة المعاملة من بعض المدرسين.

ورأى محمد عبد المنعم، مهندس وأحد أولياء الأمور، أن أزمة التعليم مستمرة وقائمة في مصر على وجه العموم، وأسوان خصوصًا، ومع غياب الرقابة والمتابعة، وتجميل المشهد للمسؤولين بالحياة الوردية، التي يعيشها التلاميذ وأنه لابد من نظام تعليمي إلكتروني، ليكون أكثر دقة من الوسائل القديمة في المتابعة.

وأكدت آمال ياسين، ربة منزل، أن الأطفال بدئوا في الخوف من المدرسة مع كثرة التصرفات غير اللائقة بين التلاميذ وغياب دور المعلم، وانتشار الألفاظ البذيئة، فلقد أصبحت المدرسة تهدد التلاميذ بدلًا من أن تعلمهم، وتقوم سلوكياتهم وتدفعهم للتحديات، التي قد يقابلوها في الحياة.

وأضاف يوسف عبد الواحد، مدرس، "نحاول جاهدين السيطرة على الأبناء، ولكن كبر عدد التلاميذ في المدارس يجعله عبء على المدرس في جانب الشرح والتدريس وأن تصرفات التلاميذ، بدأت حقا في التدني ولكن ليس من المدرس فقط، تحتاج المدرسة إلى جهاز رقابي صارم جدا لتخطي الصعاب التي تواجه التعليم".

وتظل أزمة إهمال المدارس في أسوان قائمة لحين وجود جهاز وإدارة تعليمية واضحة، تعمل لصالح التلاميذ لا لتقاضي الأجور والجلوس في المكاتب المكيفة، ووضع الخطط والدراسات العملية، التي تساعد على الارتقاء بمستوى التعليم بالتساوي، ومن دون تهميش للمدارس البعيدة والتي تقنط في