القاهرة ـ سعيد فرماوي
أكّد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري المصري، أنّ توفير المياه يُعدّ من أكبر التحديات، التي تواجهها حكومات وشعوب البلدان العربية، وخاصة في مصر، نظرًا لموقعها ضمن حزام المناطق الصحراوية الجافة.
وأوضح وزير الري، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الثاني عشر لـ"تحلية المياه في البلدان العربية"(أروادكس)، أن معدل سقوط الأمطار في مصر يقل عن 100 ملليمتر سنويًا، فضلًا عن ارتفاع معدل الطلب على المياه بسبب التطور العمراني، والصناعي، والنمو السكاني، مؤكدًا أن مصر تُعاني من نقص في المياه يقدر بنحو 90% من الموارد المائية، يتم تعويضها بإعادة استخدام 33% من الموارد المتجددة و55% مياه افتراضية في صورة محاصيل يتم استيرادها على شكل سلع ومواد غذائية، في الوقت الذي يزيد الطلب على المياه، فضلًا عن ظاهرة تغير المناخ التي تهدد بتفاقم الأزمة، خاصة في المناطق التي تُعانى من النُدرة المائية مثل مصر.
وأضاف عبد العاطي، أنه لمواجهة التحديات التي تواجه مصر في الوقت الجاري، تم وضع الإستراتيجية القومية بالتعاون مع ٩ وزارات، والتي تُعرف بإستراتيجية "٤ ت"، التي ترتكز على محاور تنمية الموارد المائية وتحسن نوعيتها، وترشيد الاستخدام، بالإضافة إلى تهيئة البيئة المحيطة، والعمل على توفير مصادر غير تقليدية لسد الفجوة.
أقرأ أيضاً :
"عبدالعاطي يشارك في فعاليات المؤتمر الدولي الأول لهيئة "مياه الشرب
وأشار إلى أن المصادر، التي يمكن الاعتماد عليها كمصادر غير تقليدية لسد الفجوة المائية، تتمثل في استغلال 3 موارد هامة، هي تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، بما لا يؤثر على طبيعة التربة في منطقة الدلتا والبحيرات الشمالية.
وبيّن وزير الري، أن اللجوء إلى تحلية مياه البحر هو خيار استراتيجي، ذو بعد اجتماعي واقتصادي لا يمكن الاستغناء عنه، رغم تكلفته العالية من أجل تحقيق الأمن المائي لدول المنطقة، خاصة وأن معظم منابع الأنهار توجد في دول غير عربية، وهو ما يعطيها صفة المورد غير الآمن، كما أن المياه الجوفية في أغلب البلدان العربية غير متجددة (مورد ناضب).
ولفت إلى البدء في برنامج طموح، يهدف إلى التوسع في إنشاء محطات التحلية في مصر، حيث يوجد حاليًا 58 محطة للتحلية قائمة، تعمل بطاقة 440 ألف م3/يوم، وجار تنفيذ 19 محطة أخرى تنتهي في نهاية العام الجاري، بطاقة 682 ألف م3/يوم، مشيرًا إلى أن 50% من الإنتاج العالمي اليومي للمياه المحلاة من البحر ينتج في الدول العربية.
وشدّد عبد العاطي، على ضرورة توحيد الجهود البحثية لتطوير تقنيات التحلية، في الوقت الذي تخطط فيه مصر لإنشاء مدن صناعية ومناطق حرة ومدن إسكانية وسياحية جديدة في مناطق عديدة، مما يستدعي توفير مصادر آمنة للمياه، وفى ظل التحديات التي تواجهها مصر في الآونة الأخيرة في مصادر المياه.
ووجه وزير الري، في ختام كلمته، الدعوة إلى المشاركين في المؤتمر لحضور فعاليات أسبوع القاهرة الثاني للمياه والمشاركة الفعالة فيه، والمقرر عقده خلال الفترة من ٢٠-٢٤ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٩
قد يهمك أيضاً :
عبد العاطي يؤكد حزمة من الإجراءات الاستباقية للتعامل مع التحديات المائية
وزير الري يلزم جميع العاملين برد الأموال الزائدة عن الحد الأقصي للأجور