الفنانة شادية

حاول الكثيرون منذ اعتزال شادية للفن الحصول على قصة حياة معبودة الجماهير سواء من خلال عرضها مسجلة بالبرامج التلفزيونية أو عرض قصتها من خلال عمل درامي، ومع كل محاولة كانت شادية تقابل الأمر بالرفض والإصرار على عدم تطرق أحد لقصة حياتها، بخاصة أن الأمر لا يمسها فقط لكن يمس الأشخاص الذين كانوا في حياتها الفنية أو الحقيقية، وذلك ليس كرها في الفن لكنه قرار عن اقتناع، فكانت تحترم أعمالها وما قدمته ولم تحرِّم الفن، بل كانت زاهدة متواضعة تبحث عن التقرب إلى الله أكثر وأكثر.
 
شادية صوت مصر أبت تماما كل العروض من أجل حكاية تاريخها الفني المؤثر في كل الجماهير فكانت ومازالت هي المعشوقة لكل من يشاهدها، ظلت نجمة كبيرة رغم اعتزالها وغيابها التام، ورغم أن العروض المادية الكثيرة وصلت إلى الملايين لكنها لم تحن ولم تتأثر بها. وخلال الأيام القلية الماضية نٌشرت تقارير عن أسماء كثيرة حاولت الحصول على قصة حياتها أمثال دلال عبد العزيز ودنيا سمير غانم وبشرى ونانسي عجرم ومنتجين أخرين، واستطاع "مصر اليوم" أن يحصل على المبالغ المادية الكبيرة التي رفضتها شادية والتي تؤكد أن "فؤادة" كانت امرأة قوية لم يغريها الفن ولا الشهرة منذ قرار اعتزالها.
 
وأكثر العروض المغرية التي عرضت عليها في أخر عشر سنوات في حياتها جاءت من قناة الغد العربي في عام 2012 خلال الفترة التي ترأس فيها القناة عبد اللطيف المناوي، والذي جلس مع شادية وعرض عليها الحصول على قصة حياتها وعرضها مسجلة من خلال مجموعة لقاءات تعرض عبر القناة، ووصل العرض المغري من جانبهم إلى 2 مليون دولار من أجل التسجيل معها فقط، ورغم أن المبلغ مغري إلا أن شادية رفضت تماما الفكرة مؤكدة أنها لا ترغب في تسجيل سيرة حياتها.

واستمرت العروض الكثيرة على شادية من أجل الظهور تلفزيونيا حيث أنها لم تتحدث إطلاقا مع الإعلام سوى في مرة واحدة مع عمرو الليثي في مداخلة تلفونية وقت الثورة وهي من طلبت ذلك من أجل توجيه كلمة إلى مصر دون الخوض في أي تفاصيل، ورفضت الظهور مع استمرار عروض القنوات منها mbc و cbc، حتى أنه عرض عليها الظهور في إحدى حلقات برنامج للإعلامي نيشان مقابل 250 ألف دولار في حلقة واحدة لكنها رفضت بشدة.
ولم تكن عروض البرامج التلفزيونية هي التي ترفضها فقط لكنها رفضت أكثر من عرض لسرد قصة حياتها من خلال عمل درامي، وجاءت المحاولة من جانب mbc التى عرضت عليها مبلغ مالي وصل إلى مليون دولار في الفترة التي تولى فيها محمد عبد المتعال القناة، من أجل الحصول على الموافقة على عمل قصتها، وكان مرشح له الفنانة نانسي عجرم لكن شادية رفضت، على الرغم أنهم أكدوا لها أنها البطولة الوحيدة التي ستقوم بها نانسي عجرم .
نانسي أيضا كانت اختيار المنتج إسماعيل كتكت عندما عٌرض عليه عمل قصة عن حياة شادية وكان متحمسا كثيرا، لكن شادية وقتها رفضت عندما عٌرض عليها المشروع وأي مبلغ مالي تطلبه من أجل موافقتها.

وفي إحدى المرات هددت الفنانة شادية باللجوء إلى القضاء عندما علمت بالبدء في كتابة سيناريو عن قصة حياتها ويقوم ببطولته الفنانة كارول سماحة، لكن بعد رفض شادية وتهديدها نظرا لعدم إمكان سرد قصتها دون موافقتها، قامت الجهة الموكلة بإنتاج العمل بتحويل قصة المسلسل من حياة شادية إلى حياة الشحرورة "صباح". ولم ترفض شادية هذه الأعمال فقط لكن أيضا كما ذكر رفضت عرض دلال عبد العزيز بعمل قصتها رغم محاولات الإقناع، لكنها أكدت لها أنها لا ترغب ولا تفضل عمل قصة حياتها في مسلسل، ولم تيأس دلال فعادت بعرض جديد لكن من خلال ابنتها دنيا سمير غانم لكن أيضا شادية رفضت.

ورغم أن الفنانة شادية كانت بعيدة تماما عن الأضواء منذ اعتزالها الفن، إلا أن الفنانة رانيا محمود ياسين أكدت في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" أن شادية حضرت لها حنة فرحها نظرا لعلاقة الصداقة القوية التي تجمع شادية بعائلة محمود ياسين، وأشارت رانيا أنها فرحت كثيرا بحضورها بخاصة أنها كان يعرف عنها أنها لا تحضر أي مناسبات. وأفادت رانيا أن شادية كانت متابعة لأعمالها الفنية وكانت تقول لـ"رانيا" بحب شغلك كثير وعايزاك تنشطي أكثر"، وهو الأمر الذي أكده الكثيرون أن شادية كانت متابعة للفن والأعمال التلفزيونية.