المطربة مريم صالح

قرّر عددٌ من صنّاع أغاني ما يسمى "الأندرجراوند" وفقًا لمبدأ "خالف تعرف" تقديم أغاني جريئة خارجة عن المألوف  تتحدى كل الأعراف الموسيقية التي اعتدنا عليها من ناحية كلمات الأغنية فمنهم استخدم كلمات خارجة قد يعاقب عليها القانون سواء فيما يخص الأخلاق أو الخطوط الدينية الخاصة بالأديان والحديث عن الذات الإلهية.

البداية مع المطربة تانيا صالح التي قدمت مؤخرًا قصيدة  بعنوان "خناقة مع الله " للشاعر اللبناني يونس الأبن  الموجودة ضمن ألبوم "تقاطع " الذي حقق نجاحًا كبيرًا بين جماهير الشباب تانيا تعرضت لهجوم شديد سواء من الجمهور العادي أو من علماء الدين لكنها بررت غناءها للقصيدة والتي سبق وأثارت جدلًا كبيرًا في الماضي بأنها تدعو الى توافق واتحاد جميع الديانات لأن الله لا يفضل عبدًا من عباده على الآخر ولا ديانة على الأخرى فكلنا سواسية وترى أن بغنائها هذه الأغنية عبّرت عن الحال الذي تمر به مجتمعاتنا حاليًا.

وتوجد أغنية بعنوان "تسكر بيكي " غنتها المطربة مريم صالح بمشاركة زوجها تامر أبو غزالة وتتضمن ألفاظ خارجة حيث قاما بعمل نسختين من الأغنية، الأولى يتم حذف الكلمات الخارجة، والنسخة الثانية هي كاملة بدون حذف حيث معروف أن نوعية هذه الأغاني تدخل في صدام مع الرقابة لكنهم لا يتوقفون عند قرار الرقابة وينشروها على اليوتيوب بدون حذف.

وقام بنفس الأمر، فريق كاريوكي الذي طرح مؤخرا أغنية بعنوان " الكيف " و"السكة شمال " وبرغم اعتراض الرقابة على هذه الأغاني لكن تم طرحها بدون حذف ويقوموا بغنائها في حفلاتهم. الناقد محمود قاسم يعلق على هذه المشكلة قائلا : المفروض أن لا نخاف أغاني هذه الفرق والكلمات التي يغنوها لأنها أشياء عابرة أمام الفن الجاد  وأعتقد أنه موضة وستنتهي فالشباب يعتبروها نوعًا من التنفيس لمشاعر معينة وكبت يعانون منه بسبب ظروف الحياة الصعبة التي يعيشها الشباب.

وتابع قاسم قائلا : في أمريكا مثلًا ظهرت فرق الأندر جراوند وكانت مستخبية وعابرة واعتقد أن الشباب التي يغنوها عندما يتقدمون في السن ستتغير مفاهيمهم وأفكارهم  ويعقلوا ويبدأوا تغيير آرائهم.

وأشار قاسم إلى أن هناك مطربين كبار مروا بمرحلة الخروج عن النص فمثلا مطرب كبير بحجم أحمد عدوية مر بنفس الامر وفي بدياته اعتبروا أغانيه سيئة ولا تتناسب مع مجتمعنا لكن مع الوقت أصبحت من كلاسيكيات الطرب الشعبي لأنه مع الوقت طور نفسه وصحح أخطاء واجهته في شبابه. وأكمل قاسم قائلا : الشعوب المتحضرة يعتبروا فرق الأندر جراوند  ظاهرة صحية يحاول الشباب فيها التعبير عن أنفسهم وتوصيل صوتهم، بالنسبة للألفاظ الخارجة فهو شيء ليس بجديد وسبق والشعراء الكبار قالوه قي قصائد لكن لم تخرج عن إطار تجمعات المثقفين والكتاب في الأماكن الضيقة ولم تخرج أبدًا للحفلات.

أما الملحن صلاح الشرنوبي فطالب بضرورة تفعيل دور الرقابة على هذه النوعية من الأغاني وتضافر جهود الدولة وأن يكون هناك دور فعال لنقابة الموسيقيين في ذلك حتى يتم منع الأغاني التي تحاول هدم قيم المجتمع.  وقال الشرنوبي : هناك مطربون يحاولون الخروج عن الأصول والتقاليد الغنائية التي تحكم صناعة الموسيقى حتى يلفتوا النظر إليها بأنهم يقدمون كلمات إباحية في أغنياتهم أو يكسروا التابوهات الخاصة بالدين والسياسة وبالتالي يكون العين عليهم.