باريس ـ مارينا منصف
تُوفّي المغني الفرنسي تشارلز أزنافور، الذي كان غالبا ما يُدعى بـ"فرانك سيناترا" في بلاده عن عمر يناهز 94 عاما، وباع المطرب الأرمني الأصل واسمه الحقيقي شهنور فارناغ أزنافوريان، وولد في العاصمة الفرنسية باريس، أكثر من 100 مليون نسخة في 80 دولة، وله نحو 1400 أغنية باسمه، بما في ذلك 1300 ألّفها بنفسه، وكان يوصف أحيانا باسم "سيناترا الفرنسي" بسبب أسلوبه المتحرك والمثير.
وترك المدرسة وهو في التاسعة من عمره، ليصبح ممثلا ومن أبرز أعماله فيلم لفرانسوا تروفور، وهو "Tirez Sur le Pianiste"، وفيلم "Claude Chabrol’s Les Fantômes du Chapelie"، والفيلم الذي منحه جائزة الأوسكار في العام 1979 "The Tin Drum".
وبدأت حياته الغنائية في باريس المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان يغني في الملاهي الليلية إذ عمل والداه سرا مع المقاومة، فقد خبأوا اليهود والشيوعيين وغيرهم في شقتهم، وقال في عام 2017 "اللغة الفرنسية هي لغتي العاملة، لكن لغتي هي اللغة الأرمنية دائما".
التقى أزنافور، إيديث بياف في مولان روج، وكانت المغنية المشهورة مستشارة له في وقت مبكر، حيث قال في عام 2015 "أحضرت لها شبابي، جنوني، لقد أحببت جانب موسيقى الجاز الخاص بي"، ونصحته بياف بأن يكون يقوم بعملية تجميل في أنفه ولكنها بعد العملية قالت له إنها تفضل أنفه قبل العملية.
ويعد أزنافور أحد أكثر المشاهير شهرة في نموذج "تشانسون" الفرنسي، حيث الأغاني سهلة الاستماع مع كلمات حية وغنية في سرد القصص والعاطفة والفكاهة، وتم حظر إحدى أغانيه المبكرة، وهي "Après l’Amour" في العام 1955، على الإذاعة الفرنسية لتصويرها زوجين ينعمان بسعادة ما بعد الجماع، وفي العام 1972 غنّى لرجل مثلي الجنس يواجه رهاب المثلية الجنسية.
كانت أشهر أغانيه باللغة الإنجليزية "She"، وهي أغنية رومانسية أصدرها في العام 1974، وسجل أغنيات باللغات الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية، وعادت أغنيته مرة أخرى للحياة عندما غطت على يد إلفيس كوستيلو للموسيقى التصويرية لفيلم 1999 نوتينغ هيل، حيث وصلت إلى رقم 19 في المملكة المتحدة.
وسجّل ديو مع سيناترا، وإلتون جون، وسيلين ديون، وبريان فيري وستينغ، بالإضافة إلى الأدوار الكلاسيكية لوسيانو بافاروتي وبلاسيدو دومينغو، وفي عام 2010 قام بتسجيل أغنية "Un Geste" من أجل هايتي، وهي أغنية مع نجوم الراب الفرنسيين الشباب، للمساعدة في جمع الأموال بعد الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي في العام، وكانت ليزا مينيلي شريكته في الغناء، والتي كانت معه أيضا في علاقة حب قصيرة.
ونعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رحيل العملاق الفرنسي عبر "تويتر" قائلا "كان تشارلز أزنافور فرنسيا عميقا، مرتبط ارتباطا وثيقا بجذوره الأرمنية والمعروفة في جميع أنحاء العالم. ورافق أفراح وألم ثلاثة أجيال. إن روائعه ونغمة صوته وإشراقه الفريد سيبقونه طويلا".
وبيَّن ماكرون أنه دعا أزنافور للغناء في قمة الفرانكوفونية، في 11-12 أكتوبر/ تشرين الثاني، في العاصمة الأرمينية، يريفان، وأضاف الرئيس "إننا نشارك الشعب الأرمني في الحداد مع الشعب الفرنسي".
وأضاف رينو موسيلير، رئيس منطقة بروفانس في جنوب شرق فرنسا حيث كان يعيش أزنافور في الوقت الذي توفي فيه "فقدت الثقافة الفرنسية واحدة إذا كانت أعظمها. لقد ترك لنا أعمال لا تقدر بثمن من العمل الغني بأكثر من 1200 أغنية. مغنٍ غني وجذاب، سيترك فراغا هائلا"، ووصفه تلفزيون فرنسا بأنه "آخر عمالقة الأغنية الفرنسية".
وقال الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند "لقد ذهب تشارلز أزنافور للتو، ولكن بالنسبة إلينا سيكون دائما على المسرح".
وكتبت آن هيدالغو، عمدة باريس، أن أزنافور "شخص باريسي أصبح رمزا حقيقيا للأغنية الفرنسية وسفيرا عاطفيا لأرمينيا في جميع أنحاء العالم".