القاهرة/ شيماء مكاوي
بعد غياب عن السينما لمدة 7 أعوام، عاد المخرج المصري خالد يوسف بفيلم من إخراجه وتأليفه وهو فيلم "كارما" الذي بدأ تصويره منذ نحو عام، واستمر لمدة ثلاثة أشهر، وفترة تحضير قبلها شهرين، ليتم عرضه في موسم عيد الفطر مؤخرًا، محدثًا حالة من الضجة العارمة، بعد سحب ترخيص عرضه من هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، قبل موعد عرضه في دور السينما بيوم واحد، دون إبداء أي سبب، حتى تم التراجع عن هذا القرار وعرضه في موعده.
ويضم فيلم "كارما" مجموعة كبيرة من نجوم الصف الأول وهم الفنان عمرو سعد، والفنانة غادة عبدالرازق، ووفاء عامر، وزينة، ودلال عبدالعزيز، ماجد المصري، وإيهاب فهمي، ومجدي كامل، وخالد الصاوي، وتدور أحداثه في إطار من الفانتازيا حول شخصيتين يؤديهما الفنان "عمرو سعد" إحداهما يحمل الديانة المسيحية ويدعى "وطني" يعيش مع والدته التي تقوم بدورها الفنانة دلال عبدالعزيز، ومع زوجته "مدينة" التي تقوم بدورها الفنانة زينة داخل حارة شعبية، وكل ما يشغل تفكيره هو حلم الثراء والعثور على كنز.
أما الشخصية الثانية التي يؤديها عمرو سعد أيضًا هي "أدهم" رجل الأعمال الذي ينتمي للطبقة الأرستقراطية وهو مسلم الديانة، وتحدث المفارقة وتضطرهم الظروف أن يأخذ كلًا منهم مكان الآخر، ومن هنا يبرز الفيلم العلاقة بين المسلمين والمسحيين وفي ذات الوقت يبرز الصراع بين الطبقات الفقيرة والأرستقراطية.
ويعد فيلم "كارما" التعاون الرابع بين المخرج خالد يوسف والنجم عمرو سعد، بعد اشتراكهما معًا في فيلم "دكان شحاتة" عام 2009، وقبله "حين ميسرة" عام 2007، وقبلهما "خيانة مشروعة" عام 2006، وتولى مهمة الإنتاج شركة مصر العربية للإنتاج السينمائي للمنتج أحمد عفيفي، وعلى الرغم من الإنتاج الضخم واشتراك عدد كبير من النجوم، فضلًا عن الدعاية القوية له، إلا أنه خيب آمال الجميع ولم يحقق إيرادات منذ عرضه سوى مليونان و179 ألفًا و384 جنيهًا مصريًا، محتلًا المرتبة الأخيرة بين موسم أفلام عيد الفطر المبارك.
وجاء قرار سحب ترخيص عرض فيلم "كارما" مفاجأة للجميع سواء لجمهور العمل الذي ينتظر عرضه، أو لصناع العمل الذين بذلوا مجهودًا ضخمًا به، حيث بعد أن حصل المخرج خالد يوسف على ترخيص عرضه بدور السينما في أول أيام عيد الفطر المبارك، صدر قرار مفاجئ من الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية بعد الاطلاع على القانون 150 لعام 1980، والقانون رقم 430 لعام 1955، وكذلك قرار وزير الثقافة رقم 906 لعام 2015، بسحب ترخيص عرض الفيلم، وهذه الواقعة لم تحدث في تاريخ السينما المصرية من قبل، مما جعل الجميع في حالة من الاندهاش والاستغراب، خاصة إن هذا القرار صادر بدون إبداء أي أسباب، ما جعل البعض يعتقد إن ما حدث أسلوبًا من أساليب الدعاية غير المباشرة للفيلم.
وبشأن قرار منع عرض فيلم "كارما"، تحدث المخرج خالد يوسف في تصريحات صحافية، وقال: إن قرار سحب الترخيص جاء بسبب رفضه عرض الفيلم على جهات سيادية والأزهر والكنيسة، موجهًا الشكر لرئاسة الجمهورية بسبب موافقتها على عرض الفيلم دون عرضه على جهات سيادية، وبعد أن قررت الرقابة سحب الترخيص تم التحقيق في الأمر لمدة 18 ساعة، وبعد ذلك تمت إجازة الفيلم دون حذف كلمة واحدة منه.
وتابع يوسف: رئاسة الجمهورية كانت لها دورًا كبيرًا في نجاح العمل، حيث أمرت القوات المسلحة بإعطائه طائرة لاستخدامها في التصوير في بداية أحداث الفيلم، لذا قرر أن يكتب لهم شكر خاص على شارة العمل، أما عن الفيلم وتحقيقه لإيرادات منخفضة في موسم أفلام عيد الفطر، تحدث قائلًا: فيلم "كارما" من الأفلام السينمائية الهامة جدًا، وهو فيلم إنساني في المقام الأول، وهذا هو التصنيف الحقيقي له، وتوزيع فيلم "كارما" بشكل سيء أيام العيد، أسهم في انخفاض إيراداته، لافتًا أن قرار منعه من العرض قبل العيد أثر بالسلب عليه بعد إعادة التصريح بعرضه.
من جانبه، يقول الناقد محمود عبدالشكور : فيلم كارما كان مخيبًا للآمال، فهو مقتظ بالكثير من الأفكار المباشرة، ومقدم بطريقة ركيكه، غير جيدة، رغم إن الفكرة ذهبية من الممكن أن تصنع فيلمًا جيدًا إذا تم بلورتها بشكل أفضل، أما الناقد محمود قاسم فيقول: أفلام المخرج خالد يوسف أنتظرها بشغف لأنها جميعها جيدة للغاية، إلا إن فيلم " كارما" صدمنا جميعًا، وأرجع مشوار خالد يوسف إلى الخلف.