بيروت ـ ميشال حداد
بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وتعميم بعض السفارات العربية نشرات خاصة تطالب من خلالها رعاياها بمغادرة لبنان فورًا، ومنها البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية، ما شكل أزمة حقيقية على أرض الواقع السياحي وسبب في تصدع في العامود الفقري للحفلات والمناسبات العامة التي غاب عنها الوجه الوافد من الخارج، واقتصر الأمر على المواطنين اللبنانين لا أكثر، إلى جانب بعض الزوار من العراق ودول أخرى.
الأزمة السياسية والمواقف المتشنجة في لبنان دفعت بعض الفنانين للسفر إلى الخارج للغناء وكسب الأموال، بعد أن غاب الدعم المحلي عنهم ولم تعد هناك حفلات ناجحة بنسبة كبيرة، واقتصر الأمر على "النايت كلوب" وبعض الأسماء من الصف الثالث على مستوى النجومية, لكن من الواضح الموضوع لن يتوقف هنا لأن القلق شمل كل الذين يطمعون بسهرة عيد رأس السنة، ومعظمهم يراهنون على حلول سريعة وإلا ستكون هناك كارثة حقيقية ستضرب الأمسيات الفنية بشكل عنيف، خصوصًا تلك التي تصل بطاقة الحجز فيها إلى ألفي دولار أميركي, ومن المرجح أن بعمل نجوم الصف الثالث والرابع والخامس أكثر من هؤلاء الذين يحتلون الصف الأول، كون أجورهم لن تلامس الخيال.
وكشفت مصادر لـ"مصر اليوم"، أن مجموعة الفنانين يفكرون في التعاقد على حفلات خارج لبنان بفعل الأزمة التي من الواضح أنها سوف تتمدد ولن تنتهي قبل حلول سهرة عيد رأس السنة، ومن المفترض أن يتم الحسم في موضوع العقود خلال الشهر المقبل حتى لا يفوت الآوان, ومن الممكن أن يصار اللجوء إلى تخفيض أجورهم في لبنان حتى لا يقال إنهم غير مرغوبين في الحفلات والمناسبات العامة, وهنا لا بد من التضحية ببعض المال من أجل الحفاظ على صورة النجومية التي يجب أن لا تهتز على الإطلاق.
سهرة عيد رأس السنة في خطر تلك هي الخلاصة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها، خصوصًا متعهدي الحفلات الذين يهدفون إلى سياسية التعاون على نسبة مالية معينة مع الفنانين بدلًا من دفع أجر كامل والمغامرة بالمال مع المجهول, وبما في ذلك من خسائر من الممكن أن تحصل في حال لم تحصد السهرة الإقبال الكثيف، مع الإشارة إلى أن حملات الإعلانات التي تواكب السهرات مكلفة جدًا، وتصب في خانة الخسارة المتوقعة وهي شر لا بد منه للترويج للمناسبات الساهرة .
مبالغ الـ 70 الف دولار كبدل مالي عن سهرة رأس السنة باتت من الماضي، والآن هناك بدلات رمزية لن تتخطى الـ 17 ألف دولار في حال كان الفنان من الطراز الأول، وهناك عقود طرحت أمام "مصر اليوم" تؤكد تلك الناحية وأن الفن لم يعد يطعم خبزًا.