المايسترو سليم سحاب

تجربة المايسترو سليم سحاب مع أطفال كورال مصر تحكي.. فهي فصل جديد في فصول إبداعه الذي بدأ قبل عقود ومازال مستمر.. عبر فيها بصدق عن ضمير الفنان الذي يتفاعل مع مجتمعه ويزرع النبت الطيب حتى يحصد الوطن الثمار الصالحة راهن على فطرة الإنسان كما خلقها الله لا تجنح للعنف ولا التطرف.

حيث نجح المايسترو الحالم الذي يعشق الأوبرا والمسرح الموسيقي في التقاط المواهب الفنية من بين أطفال الشوارع ويقدمهم للمجتمع كفاءات فنية واعدة ومواهب فطرية.. سليم سحاب عاش الحلم في منع هؤلاء الأطفال من الاستمرار في عالم الضياع والجريمة وبجهد كبير نجح في التقاط أعداد كبيرة وتحويل مسار أطفال بلا مأوى إلى أطفال صالحين في المجتمع باستخدام الفن كسلاح فتاك في وجه التطرف.. ولأن التجربة كانت صادقة حصد بسببها التكريم الواجب حيث تم اختياره من جانب الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.

وأعرب سليم سحاب عن سعادته باختياره سفيرًا للنوايا الحسنة لعام 2015 خاصة أنها جاءت من منظمة قوية مثل الأمم المتحدة وأوضح: "فوجئت بالخبر عندما أبلغني به الإعلامي وائل الإبراشي، وادعو الله أن أكون على قدر هذا الاختيار".

وكشف سحاب أن حصوله على اللقب جاء بسبب تأسيسه مشروع كورال أطفال مصر المكون من أطفال الشوارع الذي يتمنى أن يستمر على مدار أبد الدهر حتى من بعد وفاته فهو بمثابة مشروع قومي من أجل الاهتمام بتحول أطفال بلا مأوى إلى مواطنين صالحين في المجتمع باستخدام الفن كسلاح يشهر في وجه التطرف.

وأوضح سحاب أن الكورال عبارة عن مجموعة كبيرة من أطفال الشوارع والمتسربين من التعليم وأنه عندما قرر تأسيس هذا الكورال كان بهدف تغيير مسار حياتهم وإعادة تأهيلهم مجتمعيًا ومشاركتهم بالغناء من خلال فرقة جديدة للموسيقى العربية .

وشدد أن لا يعتبر ما قام به جرأة ومجازفة باسمه وتاريخه قائلًا: "في البداية اعتمدت على الله وأثق فيه مثلما أثق في إيماني بأن أطفال الشوارع ورواد دور الرعاية الاجتماعية من الأطفال من حقهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، فكان من واجبي الوطني والمهني اكتشاف موهبتهم والاستفادة من طاقتهم، في محاولة العمل على تنشئة جيل بلا عنف، ينتمى لوطنه مع تأكيد الانتماء لمصر وهذا هو دور الفن".

وأشار سحاب إلى أن الفكرة جاءته بعد رؤيته لحال الأطفال المتردي في الشوارع واستغلال هؤلاء الأطفال استغلالًا بشعًا خاصة خلال أخر 3 سنوات بعيدًا عن الطفولة، حيث فكر وقتها فكرت كيف يمكن تحويل هذه الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية تنفعهم بالمقام الأول ومن خلالهما ينفعون بلادهم ويبتعدون عن التعصب والتطرف والحقد والإدمان وكل ما هو قبيح.

ويبلغ عدد الكورال ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 14 عامًا من بينهم 170 طفلًا تم الاستماع إلى أصواتهم لاختيار الأفضل، وتمت إقامة معسكر تدريبي مغلق للمشاركين، والانتهاء من إعداد برنامج مدته 30 دقيقة لتقديمه في عدة مناسبات تبدأ بحفل خاص بموقع حفر قناة السويس الجديدة. كما صرح سحاب.

وأوضح سحاب أن المشروع لم يدخل في حيز التنفيذ الفعلي إلا بعد دعم وزارة الشباب والرياضة ووزارة التضامن الاجتماعي له، خاصة بعد تحمس وزير الشباب المهندس خالد عبدالعزيز ود.غادة والي لفكرته، حيث احتضنت الوزارة على الفور المشروع وقدمت له جميع الإمكانيات اللوجيستية والمالية من أجل نجاح المشروع وهو الأمر الذي سهل إجراءات عديدة تتعلق بدعم المشروع في مراحل عمله المختلفة، وشدد أنه لم يواجه أي عقوبات خلال تنفيذ خطوات المشروع ولكن قلة الآلات الموسيقية أثرت على تقدم الكورال ويتنمى أن يجد من يتبرع ويدعم الكورال بهذه الآلات.

وأشار سليم سحاب أن اختيار أعضاء الكورال كان من كافة محافظات وربوع مصر لأن التنمية المجتمعية لا تقتصر على العاصمة فقط, حيث قام بزيارة جميع المحافظات تقريبًا وكذلك دور الأيتام والجمعيات الأهلية وأسقفية الشباب لاختيار مواهب صوتية تشارك في كورال أطفال مصر.

وأكد سحاب أن انضمام الأطفال إلى الأوركسترا أثر على سلوكياتهم حيث ساعد ذلك كثيرًا في رفع حالتهم المعنوية وساهم في تغير تصرفاتهم وسلوكياتهم وهناك منهم من هرب من الكورال ولكن عاد له مرة أخرى وآخرون عادوا إلى مدارسهم حتى يتمكنوا من المشاركة في الكورال.

وشدد سحاب أن الفن يمكنه القضاء على كافة ظواهر التعصب ومواجهة التطرف، كما يمكنه تقويم أخلاق الفئات المشاركة فيه فالفن سلاح قوي في محاربة التطرف والأفكار الهدامة.

وأضاف سحاب أن هناك الكثير من الأصوات الجادة على الساحة الغنائية ولكنهم يحتاجون إلى قيادة مثل أيام السنباطي وعبدالوهاب والبعض يعجبه كثيرًا والبعض صوته كارثة, ومن أجل مساندة الغناء التراثي قام بتكوين الفرقة القومية للموسيقى العربية وكورال الأطفال المكون من 250 طفلًا وتخرج منهم المطربات ريهام عبدالحكيم، مى فاروق, آيات فاروق, أحمد سعد وشيرين عبدالوهاب وغيرهم ممن تخرجوا كعازف أوركسترا، بالإضافة إلى وائل فاروق الذي مثل مصر في المهرجانات العالمية في البيانو ولكن الإعلام مقصر في إذاعة الألحان والأعمال الجيدة.

وصرح سحاب أن مصر على مر التاريخ لها طعم ورائحة مميزة افتقدها خلال العام الماضي ولولا أن الله حافظ لهذا الوطن، لما عاد بريقه من جديد وعادت رائحته تفوح في أرجاء الأرض مره أخرى وأصبحت مصر تتبوأ مكانتها الطبيعية مره آخرى في مقدمه الدول.