القاهرة – سعيد فرماوي
"كانت جزءًا من حكاياتنا وذكرياتنا، رسمنا مع ابتسامتها أحلامنا، لن يخطفها الموت حتى لو توارت تحت التراب، فأفلامها ستمنحها الخلود"، لم تكن هذه الكلمات جزءًا من مرثية بعد رحيل فاتن حمامة، التي تم تشييع جنازتها ظهر الأحد من مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر، لكنها كانت لسان حال الضمير الجمعي المصري في وداع سيدة الشاشة العربية.
مثلما جمعت فاتن حمامة الوزير والخفير أمام الشاشة يتابعون أفلامها، فإنها ودَّعت الحياة وهي تجمعهم أيضًا في رحلتها الأخيرة إلى مقابر الأسرة على طريق الواحات، فالآلاف من البسطاء كانوا في وداعها، إلى جوار موفد رئيس الجمهورية، اللواء إسماعيل فريد، ووزير الثقافة، الدكتور جابر عصفور، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الدكتورة هيفاء أبوغزالة، وسفير المغرب بالقاهرة، مندوبًا عن الملك محمد السادس، محمد سعد العلمي، ورئيس المجلس القومي للمرأة، السفيرة ميرفت التلاوي، ورئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، عمرو موسى، وعشرات الفنانين.
لم يتوقف بكاء المصريين على فاتن حمامة منذ ليلة السبت ، فالفنانة التي ستظل رمزًا للرومانسية تركت أثرًا في نفوس الملايين، فنعتها رئاسة الجمهورية في بيان رسمي، ونعاها الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، وأعلنت وزارة الثقافة الحداد لمدة يومين تقديرًا لتاريخها الطويل.
وأكد رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، أنه برحيل سيدة الشاشة العربية فقد الفن الراقي أحد أعمدته الأساسية، حيث أثرت ذاكرة الفن المصري والعربي بأعمالها التي ستظل راسخة في الأذهان.
في الجنازة لم يتمالك الآلاف أنفسهم وهم يرون قصة الحب الكبير التي عاشوها على شاشة السينما تكتب فصلها الأخير، وبمجرد خروج الجثمان من مسجد الحصري تدافع العشرات لحمله، وكأن كل شخص منهم يريد وداعها على طريقته الخاصة، ما تسبب في سقوط سور المسجد وتعرض عدد منهم للإصابة.