القاهرة - أسماء سعد:
ألقى الرئيس المصري عبدالفتاج السيسي خطابين خلال حضوره الاحتفالات الحكومية بليلة القدر، أولها ارتجالي والآخر رسمي، وذلك بعد أن قدم للمصريين، تهنئة بمناسبة احتفالية ليلة القدر، مشيدا بكلمتي شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف.
وأضاف السيسي خلال كلمة ارتجالية في احتفالية ليلة القدر، بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، أنّ "القرآن بيقول كلوا واشربوا ولا تسرفوا، وهل أمة الإسلام تطبق ذلك؟، اسمعوا خطبي على مدى 5 سنوات لم أذكر لفظا خادشا أو مسيئا في أحلك المواقف وأصعبها، لا للعدو ولا الحبيب"، قائلا: "إحنا اللي بنقدم إسلامنا ودينا، وإحنا اللي بنسيء أو لا نسيء".
وتابع بعدها: "لازم نراقب أنفسنا ونشوف كل تصرف وكل كلمة بتطلع مننا، ياترى إحنا فعلا كبشر نقدم ما يليق بممارستنا وسلوكايتنا؟"، "لما بنينا الكنيسة كنا بنقدم ديننا، كنت بقدم الدين اللي أنا فاهمه وعارفه".
أقرأ أيضاُ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يؤكد أن فلسطين قضية العرب المركزية
وأضاف "مبحبش أقول مسلم ومسيحي، واللي غير كدا فاهم غلط، أخوكم فرحان وأنا فرحان لفرحة وبحتفل معاه، ولو أنت عندك غضاضة لما تشوف كنيسة فتش في كمال إيمانك.. أنت مالك.. أنت تخليك في حالك عسى تنجو أمام الله.. خليك أمين على دينك أنت".
وفي الكلمة الرسمية، قال السيسي: "فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، العلماء الأجلاء، ضيوف مصر الأعزاء، الحضور الكرام، نحتفل اليوم معًا بليلة القدر التي جعلها الله سبحانه وتعالى خير من ألف شهر، فأنزل فيها القرآن الكريم هداية للناس ورحمة للعالمين ومنهاجًا قويما، يحفظ للناس حقوقهم، دماءهم وأعراضهم وأموالهم، ويبين لهم واجباتهم إزاء أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم".
واستطرد الرئيس: "في هذه المناسبة الكريمة أتوجه إلى الله العلى القدير أنّ ينعم على وطننا الغالي بالخير والرخاء، وعلى الأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية جمعاء بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار".
وتابع السيسي: "يطيب لي أيضًا أنّ أتوجه إلى شعب مصر العظيم وشعوب الدول العربية والإسلامية بالتهنئة بهذه المناسبة الكريمة، وأدعوهم إلى استلهام روح المناسبة المفعمة بكل معاني الرحمة والخير، والامتثال لأوامر القرآن الكريم والنبي العظيم صلى الله عليه وسلم، الذي أوصانا بالتراحم والتكاتف، والبر وصلة الأرحام، والوفاء بالحقوق والواجبات، والعمل الدؤوب لعمارة الكون وصناعة الحضارات".
وأضاف الرئيس: "أود أنّ أرحب بضيوف مصر الأعزاء، مهنئا أبناءنا حفظة كتاب الله بهذه النعمة التي منّ الله بها عليهم، مؤكدا أنّ تمامها يتطلب منا جميعا حسن الفهم لمعاني القرآن الكريم ومقاصده السامية والتحلي بأخلاقه الكريمة، ونبذ كل عوامل الفرقة والتعصب الأعمى المقيت، إعلاءً لكلمة الله (عز وجل)، وإنفاذًا لتعاليم دينه السمحة التي نستقيها من كتابه الكريم وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) الذي ترجم هذه القيم النبيلة إلى سلوك وأفعال، فكان بحق خلقه القرآن، فما أحوجنا اليوم لتطبيق هذه القيم العظيمة وتحويلها إلى واقع وسلوك عملي اقتداء برسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)".
واستطرد السيسي: "لا يفوتني أنّ أتوجه بالتحية والتقدير إلى علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، منارات العلم الوسطي القائمين على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي للغلو والتطرف الفكري، ونشر سماحة الدين، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى التسامح والرحمة وإعمال العقل، في خضم هذه الأمواج العاتية من التشدد والتطرف الفكري بما يحمله من مخاطر حتى على الدين نفسه".
واستكمل الرئيس: "شعبَ مصر العظيم، هدفنا الأساسي هو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجم التحديات والمخاطر من جهة أخرى، ولا شك أنّ الخطاب الديني الواعي المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، ولذا فإننا نأمل في بذل مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة".
وأتمّ السيسي: "لنتذكر دائمًا أنّ أمتنا هي خير أمة أخرجت للناس ما اعتصمت بحبل الله (عز وجل) وتحصنت بالوعي والعمل، كما أؤكد أهمية إعلاء لغة الحوار واحترام الآخر والإيمان بحق التنوع والاختلاف، وترسيخ أسس المواطنة والعيش الإنساني الكريم المشترك لتحقيق الأمان والسلام للجميع".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ
الرئيس السيسي يُؤكّد اعتزاز مصر الشديد بالعلاقات المتميزة مع "جامبيا"
الرئيس المصري يصل المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية