القاهرة - مصر اليوم
أعلنت المملكة العربية السعودية عن نفسها كمنافس جديد في الساحة السينمائية للعالم العربي والغربي بشكل رسمي من خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان «مالمو» للسينما العربية في السويد.
جاء ذلك من خلال مشاركة الهيئة العامة للثقافة ممثلة بحضور فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي للمجلس السعودي للأفلام، ود.محمد غزالة رئيس قسم المحتوى الرقمي بجامعة عفت، وعرض 10 أفلام متنوعة.
واحتفى المهرجان بصناعة الأفلام السعودية، من خلال عرض 10 أفلام سعودية يتقدمها فيلم "وسطي" للمخرج علي الكلثمي، و"فضيلة أن تكون لا أحد" للمخرج بدر الحمود، إلى جانب فيلم "عاطور" للمخرج حسين المطلق الذي شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، ولكن اللافت للنظر أيضا هو مشاركة "جامعة عفت" بسبعة أفلام من مشاريع الطالبات والمشاركة أيضا في جلسات نقاش حول السينما العالمية والعربية ومتطلبات السوق.
وتضمن برنامج المهرجان لقاءات تجمع بين الرئيس التنفيذي للمجلس السعودي للأفلام، فيصل بالطيور، وقيادات المعهد السويدي للأفلام، وضيوف المهرجان، جرى خلالها التعريف بواقع صناعة الأفلام في المملكة وما تمتلكه من فرص للمستثمرين، إلى جانب عرض الخطط السعودية لتطوير المواهب المحلية المتخصصة في هذا المجال، وتمكينها بما يخدم رؤية المملكة 2030.
وقال د. محمد غزالة، رئيس قسم الإنتاج البصري والرقمي بجامعة "عفت"، وهي الجامعة الوحيدة لدراسة علوم السينما والإنتاج وكتابة السيناريو للفتيات فقط بالمملكة، أن مشاركة مشاريع الطالبات هي المشاركة الأولى خارج المملكة لعرض أعمالهن بشكل احترافي ورسمي بعد دراسة أربعة سنوات لمواد الإنتاج والإخراج والأفلام المتحركة وكتابة نصوص السيناريو والإعلام التفاعلي وتأتي أهمية المشاركة في هذه الفعاليات للفتيات لمشاهدة أعمالهن على شاشات السينما وهو الحلم الذي راودهن لسنوات واقترب تحقيقه بعد أن رفعت السعودية حظرا استمر لمدة 35 عاما على دور العرض السينمائي.
وقال غزالة إن الدراسة هي الوحيدة من نوعها إلى الآن في المملكة حيث بدأ براعية الأميرة لولوا الفيصل ابنة الملك فيصل والملكة عفت زوجة الملك فيصل والتي تحمل الجامعة اسمها وبالتالي لدينا مجموعة فتيات سيساهمن في تشكيل الصورة الثقافية والمشهد السينمائي بالمملكة لأول مرة من خلال منهج تم تصميمه كاملا بجامعة جنوب كاليفورنيا وهي واحدة من أهم مدارس السينما في العالم وتم تخريج 4 دفعات ومن المتوقع زيادة الإقبال على الدراسة في الجامعة بعد مرحلة انفتاح السينما في المملكة وبدء دعمها من المركز السعودي للأفلام وهو هدفه عقد الدورات التدريبية ودعم الشباب وتوفير فرص الإنتاج والتوزيع والعرض في أهم المهرجانات الدولية في العالم ما يعزّز من قدرة المملكة على المنافسة في هذا المجال ويساهم في تأسيس قطاع حيوي وناجح تجارياً لصناعة الأفلام والمحتوى الذي يحكي قصصاً للجمهور داخل المملكة وخارجها.
وكانت المشاركة الأولى للجامعة مع المجلس السعودي للأفلام من خلال مهرجان كان السينمائي الدولي الأخير وأخيرا المشاركة في مهرجان مالمو للسينما العربية الذي يعد واحد من أهم المهرجانات العربية في القارة الأوروبية.
ومن المتوقع أن يساهم نمو قطاع الأفلام والمحتوى في النمو الاقتصادي العام للمملكة، عبر خلق المزيد من الوظائف وفرص العمل، ورفع الإنفاق على الخدمات، وتطوير البنية التحتية والقطاع السياحي، بالإضافة إلى ما سيكون لهذا القطاع من أثر على مستوى التنمية الاجتماعية والثقافية، ومن إسهام ثقافي على مستوى السرد في صناعة الأفلام العربية.
وفي هذا السياق، ويعمل المجلس السعودي للأفلام على إطلاق عدد من المبادرات الرائدة التي تهدف لوضع أسس قوية ومستدامة لتنمية القطاع، تتضمن على سبيل المثال، مبادرات تسهيل آليات وإجراءات التصوير داخل المملكة، وخدمات الدعم، وصندوق وطني لصناع الأفلام، وبرامج تدريبية وورش عمل على مدار العام - داخل المملكة وخارجها، لتنمية المواهب والمهارات.
كما يهدف المجلس السعودي للأفلام إلى دعم وتنمية المواهب الإبداعية في المملكة في سياق العمل على تطوير قطاع الأفلام والمحتوى الإبداعي في المملكة من خلال الاستثمارات المدروسة والتنمية الإستراتيجية والمستدامة.
كما يحرص المجلس على تمكين السعوديين من اكتشاف مواهبهم والتأكيد على التنوع الثقافي الذي تتميز به المملكة، والترويج لإبداعات السعوديين والمحتوى والثقافة السعودية داخل المملكة وخارجها، مع العمل أيضاً على تطوير قطاع يساهم بشكل ملموس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة وفق رؤية 2030.