أريحا - وفا
ببراءة الطفولة، ومشهد يجسد إنسانية وصمود شعب يرزخ تحت الاحتلال، يمسك الطفل سامي قطعة قماش صغيرة، يمسح بها آثار دماء شاب مصاب دخل بيته ليعالجه والده الطبيب إبان منع للتجول في قريته الصغيرة بمدينة طولكرم، إلا أن ذلك المشهد انتهى، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزله واعتقال الشاب المصاب رغم خطورة حالته.
مشهد بقي عالقا في ذهن الطفل سامي، بطل فيلم "معطف كبير الحجم"، الذي أخرجه الفلسطيني نورس أبو صالح، حيث مشاهد الفيلم التي تجسد حياة شعبنا الفلسطيني، في 120 دقيقة مغطيا الفترة الزمنية 1987-2011.
وتتوالى مشاهد الفيلم في تجسيد المعاناة الدقيقة لشاب جامعي، في تنقله عبر الحواجز التي قطعت أواصر الضفة الغربية، وفصلت بين أطراف الوطن، ومعاناة الطبيب في تهديده بالقمع والتنكيل إن ثبت علاجه لأي مصاب، وتتجسد تلك المعاناة أيضاً في المزارع الذي سلب المستوطنون أرضه وحرقوا أشجار الزيتون تحت حماية من قوات الاحتلال.
ويبلغ الفيلم ذروة الأحداث في رصده لتحول الفتى سامي الذي أصبح طالبا في كلية الهندسة في جامعة بيرزيت، وخروجه القسري للأردن لدراسة الإعلام، وإيمانه بدور وقوة الإعلام بفضح ممارسات الاحتلال.
وحبس الجمهور أنفاسه وهو يرى تعقب الموساد للشاب سامي ومحاولة اغتياله للحقيقة والأصوات التي تحاول فضح الاحتلال وانتهاكه لأبسط الحقوق الإنسانية بحرية التنقل والتعبير والانعتاق من الاحتلال.
ويأتي الفيلم الذي عرض، مساء اليوم الثلاثاء، في المسرح البلدي وسط مدينة أريحا، بدعوة من صالون مي زيادة الثقافي والأدبي لمناسبة يوم الكرامة ويوم الأرض، بحضور محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ورئيس بلدية أريحا محمد جلايطة، وعضو المجلس الوطني الشيخ داود عريقات.
وفي هذا السياق، قالت عضو الصالون وئام عريقات إن عرض الفيلم يأتي ترجمة لتعاون ومحاولة الصالون مد جسور التعاون والأنشطة الثقافية مع كيانات ومجموعات تهتم بالحركة الثقافية، ومنها التعاون مع الإعلامي يوسف الشايب ومجموعة الشايب.
وثمن الشاعر عمران الياسيني المحاولات والأنشطة الثقافية والفكرية التي ينفذها صالون مي الثقافي بالمحافظة، مؤكدا أهمية الحياة الثقافية في رقي وتطور المجتمعات، لأنها مرآة تعكس حياة وسلوك المجتمع واهتماماته.
وكان مخرج الفيلم أبو صالح قال في تصريح سابق عن اسم الفيلم، إنه استند على الموروث الفلسطيني القديم الذي يقول "عندما يرى النائم أنه يلبس معطفا أكبر من حجمه، أو ثوبا أكبر من مقاسه، فهذا يعني أنه سيتحمل مسؤوليات فوق طاقته.
وأضاف أنه تغلب على مشكلة الانتاج والتمويل من خلال مبادرة المائة السينمائية، التي بادر بها 100 شخص من رجال الأعمال المناصرين للقضية الفلسطينية، حيث ساهم كل واحد منهم بألف دولار، ليتم إخراج الفيلم بطريقة احترافية عالمية، وقام ببطولة الفيلم مجموعة من كبار الفنانين من الأردن.