الإحتفال بعيد الغطاس

 يرتبط عيد الغطاس، بعدد من الأطعمة والطقوس الشعبية ولكل طعام سر يشرحه  عضو المجمع العلمي المصري الدكتور مينا بديع عبد الملك، مشيرًا إلى أنّ عيد الغطاس القبطي هو عيد تعميد السيد المسيح في نهر الأردن شابا على يد يوحنا المعمدان وللعيد بعض الطقوس والأطعمة والتقاليد الشعبية، وفي هذه الفترة من العام تتوافر في مصر بعض المأكولات والمشروبات، فقام بعض الوعاظ وبالأخص في صعيد مصر وبعض الآباء كهنة الكنائس بتقديم بعض التفسيرات في هذه المأكولات حتى لا يتحول العيد إلى أكل وشرب دون منفعة وتعاليم روحية صادقة.

و يندر أن تجد بيتًا قبطيًا في مصر لا يحتوي في عيد الغطاس على القلقاس والقصب والبرتقال واليوسفي، ولكل منها علامة تشير إلى العيد (حسب تأملات المفسرين)، ففي القلقاس مادة هلامية سامة ومضرة للحنجرة، إلا أنها تتحول إلى مادة نافعة عند اختلاطها بالماء إشارة إلى الماء الذي يطهّر، أيضًا القلقاس ينمو في باطن الأرض (أي مدفونًا) فيها ثم يخرج منها ليصير طعامًا، والغطاس هو نزول وصعود في الماء. كما أن القلقاس يتم تنظيفه من القشرة الخارجية، وفي المعمودية يخلع الإنسان ثياب الخطية، ليصير ابنا مباركًا، أما القصب والبرتقال واليوسفي فيمتازون بغزارة السوائل الموجودة داخلهم وفيها رمزًا إلى المعمودية، ومذاقها الحلو رمز إلى بركة المعمودية، وأيضًا كان يُستخدم قشر البرتقال في القديم كفوانيس توضع بها الشموع في أثناء الاحتفال بقداس العيد على نهر النيل، كما أن القصب نبات ينمو بالغمر في المياه، وفي هذا تذكير بالميلاد الجديد بالمعمودية، وضرورة العلو في القامة الروحية وإفراز الحلاوة من قلوب بيضاء نقية، تعتصر من أجل الآخرين.

وينقسم نبات القصب إلى عقلات، وكل عقلة هي فضيلة نكتسبها في كل مرحلة عمرية حتى نصل إلى العلو، فالقصب قلبه أبيض وحلو الطعم، فالمستقيم القلب ينبع من قلبه الحلاوة وكل المشتهيات، كما أنه في عشية الاحتفال بالعيد، تهتم النساء بتحضير وطهو حلويات العيد مثل "لقمة القاضي" (وصحتها لوكومادس وهي كلمة يونانية) والزلابيا الخاصة بهذه المناسبة، وفي هذا إشارة إلى عماد (غطاس) السيد المسيح في نهر الأردن، فعندما يُقلى العجين بالزيت، فإنه يُغطّس أولاء في قاع المقلاة، ثم يعلو إلى السطح بشكله الجديد وهذا رمز من رموز الغطاس.