القاهرة - مصر اليوم
غادر الملك رمسيس الثاني مكانه الحالي ليستقر على عرشه في البهو الرئيسى بالمتحف المصري الكبير، مع دقات الساعة العاشرة من صباح اليوم، الخميس، 25 يناير والذي يتواكب مع الاحتفالات بذكري ثورة يناير وعيد الشرطة، وسط موكب عظيم شهده المهندس ابراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشاريع القومية والاستراتيجية والدكتور خالد العنانى وزير الاثار، وعدد كبير من الوزراء و سفراء الدول المختلفة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة و كبار رجال الدولة وعدد كبيرمن مراسلي الوكالات الإعلامية المحلية ومن مختلف دول العالم.
وأوضح المهندس محسن صلاح رئيس شركة المقاولون العرب أن الشركة لها سابقة أعمال في نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس بالقاهرة إلى موقعة المؤقت بجوار المتحف الكبير عام 2006 والتي تمت من خلال ابتكار نظام لحمل التمثال ونقله لموقعه المؤقت بجوار الموقع المخصص للمتحف الكبير، وقد حظيت تلك التجربة باهتمام محلي وعالمي كبير، ذلك لما يمثله نقل التمثال من تحدي مهم ولضرورة توفير كافة وسائل الأمان لوصول التمثال إلى موقعة الحالي بأمان.
وعند تكليف الشركة بنقل التمثال إلى البهو الرئيسي بالمتحف الكبير تم إعداد فريق عمل على مستوى عالٍ من عدة إدارات للشركة يتضمن كافة التخصصات، وقد بدأ فريق العمل بإعداد تقرير شامل عن الحالة الراهنة للتمثال، كما تم عمل التغليف اللازم للتمثال لحمايته ومراجعة النظام الحامل للتمثال وصيانته وعمل الاختبارات اللازمة ثم تم تحرير التمثال لإزلة القاعدة الموجوة أسفله. كما تم إزالة كافة العوائق المحيطة بالتمثال في مسار حركة السيارات.
ولفت صلاح إلى أنه من خلال الشركة تم تصميم نظام روافع هيدروليكية تعمل في الاتجاهين تم تنفيذه و اختباره في هولندا في وجود متخصصين من الشركة، للتأكد من كفاءة تشغيله وتعمل الأربعة روافع بشكل متزامن ويبلغ حمولة الواحد منها 160 طن بطاقة إجمالية تزيد عن 600 طن في حين يبلغ وزن التمثال والنظام الحامل له 150 طن بما يعني أن نسبة الأمان في التمثال تصل إلى 300% وتعمل تلك الروافع الأربعة بشمل متزامن بحيث يتم رفع التمثال من خلال نظام تحكم يعمل على تلافي أي خطأ وباتزان كامل وأشار إلى أن هذا النظام الفريد يستخدم في مصر للمرة الأول.
وفيما يخص المسار المخصص لنقل التمثال فقد تمت أعمال الرفع المساحب وعمل موازنة شبكية وتم عمل حفر كشفية على طول الطريق المحدد للمسار بعمق 6م وتم تصميم المسار بما يتوافق ومنسوب التثبيت النهائي للتمثال ومن ثم تم تنفيذ الطريق المحدد لعملية النقل ليتحمل الوزن الكبير للتمثال ونظام السيارات. وأشار إلى أن سيارات النقل تحتوي على 128 عجلة موزعين على 16 أكس لتوزيع الحمل على الطريق. ثم تم عمل اختبارات تحميل على الطريق علمًا بأن وزن التمثال بالقاعدة يبلغ 123طن ويبلغ وزن التمثال 83 طن بارتفاع 11.36م، وفي الموقع المخصص لقاعدة التمثال تم عمل جسات بعمق 25م وتم تصميم القاعدة عند المنسوب النهائي، وتم تنفيذ أعمال قاعدة التمثال وقواعد الركائز ومن ثم تم صب الجزء الأول من القواعد وردمها استعدادا لدخول التمثال. كما تشمل الأعمال تثبيت التمثال في وضعه النهائى واستكمال تسليح القاعدة وأعمال مراقبة ورصد التمثال بعد التثبيت النهائي ثم تبدأ مرحلة فك النظام الميكانيكي الحامل للتمثال.