المجلس الأعلى للثقافة

أوصى مؤتمر (القدس بين الحقائق التاريخية وأساطير الصهيونية) ، الذي عقده المجلس الأعلى للثقافة على مدار يومين ، بمضاعفة الأموال المقررة لصندوق دعم القدس وضواحيها والتأكد من وصول الدعم إلى مستحقيه لتمكين المقدسيين من مواجهة التحديات والأعباء المادية والضرائب الباهظة التي يفرضها عليهم الاحتلال الإسرائيلي لإجبارهم على إخلاء منازلهم وممتلكاتهم في إطار مشروع التهويد الإسرائيلي للمدينة المقدسة.

وأكد العلماء والمؤرخون ، في ختام أعمال المؤتمر اليوم الأربعاء ، أن النضال الحقيقى للحفاظ على عروبة القدس وفلسطين هو ما يقدمه المقدسيون وسكان الأراضى الفلسطينية المحتلة من تضحيات واستمرار تمسكهم بهويتهم وبقائهم على أرض الأجداد تحت نير الاحتلال والحصار العسكرى الإسرائيلي وسقوط آلاف الشهداء والمصابين كل عام.

وطالبوا بترجمة الوثائق التاريخية واللوحات الأثرية للمدينة المقدسة التي تؤكد عروبة القدس إلى اللغات العالمية وإيداعها في المكتبات وأرشيف المعلومات بمنظمات الأمم المتحدة والدول الكبرى والاستفادة من وثائق المستشرقين المنصفين في هذا الصدد .. محذرين من أن إسرائيل تمضي في تزييف هذه الوثائق وترجمتها بالعبرية ولغات أخرى لخداع الرأي العام.

وحث المؤرخون الجهات البحثية والحكومية في الأمة العربية والإسلامية على المشاركة في كافة المنتديات والفعاليات الدولية المعنية ومخاطبة الرأي العام العالمي باللغة التي يفهمها بعيدا عن العواطف والتشنجات من أجل كسب مزيد من المؤيدين لعروبة القدس وفضح الأساطير والمزاعم الصهيونية.

شارك في جلسات المؤتمر كل من : الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس، الدكتور جمال شقرة مقرر لجنة التاريخ الذي أدار النقاش ، الدكتور أحمد عبداللطيف حمّاد الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، الدكتور منصور عبدالوهاب الأستاذ بكلية الألسن جامعة عين شمس ، ومن لجنة الشعر شارك ثلاثة من الشعراء ما بين الفصحى والعامية وهم (أحمد سويلم، أحمد عنتر مصطفى، رجب الصاوى) ومن فلسطين شارك السفير حازم أبوشنب والكاتب عبدالقادر ياسين بالإضافة إلى جمع غفير من الشخصيات العامة والمفكرين ووسائل الإعلام.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة : "إننا نقف اليوم صفا واحدا كمفكرين ومثقفين مصريين وعرب وفلسطينيين لنؤكد أن القدس ملتقى الأديان والأنبياء ، عربية منذ فجر التاريخ وأنها رمز للحرية والكرامة الوطنية وأن المحاولات الصهيونية لتزييف الحقائق وتهويد المدينة المقدسة مآلها الفشل مهما طال الزمن".

ومن جانبه .. قال المؤرخ الدكتور جمال شقرة : إن مصر منذ وعد بلفور المشئوم قبل مائة عام وحتى الآن لم تتوان لحظة عن دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن عروبة فلسطين والسعي في كل المحافل وبمختلف الوسائل من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وبدوره .. كشف الدكتور أحمد عبداللطيف حماد ، تزييف اليهود للحقائق التاريخية .. قائلا : "إنهم قاموا بدس تاريخهم المزيف ضمن صفحات التوراة وذلك لكي يكسبوا هذا التزييف حصانة المقدس ولكننا كعرب ومسلمين لا يجب أن ننخدع بهذا الزيف ، لأن لدينا الوثائق الحقيقية التي تؤكد عروبة القدس قبل بعثة نبي الله موسى ووجود اليهود أنفسهم".

وبين الدكتور منصور عبدالوهاب أن أساس تفوق اللوبي الصهيوني في الأوساط العالمية هو تصدير أفكارهم من خلال منظومة إعلامية وفنية منظمة تعمل بجد ونشاط في العالم أجمع ، وهو ما يفتقده العرب بشكل عام.