وزير الآثار خالد العناني

أكّد وزير الآثار، خالد العناني، أن حضور هذا العدد من السفراء ومديري المعاهد الأجنبية لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس، هو دعم للآثار والسياحة في مصر، موضحًا أن الوزارة تسعى جاهدة مع الوزارات المعنية للترويج لآثار مصر وسياستها، لأن الآثار هي القوي الناعمة لمصر والقادرة على تحسين الصورة الذهنية الصحيحة وجذب السياح من دول العالم.

ونظّمت وزارة الآثار، حفلة عشاء على أنغام موسيقي الهارب للوزراء والسفراء والشخصيات العامة للاحتفال بتعامد الشمس على معبد أبو سمبل، وعرض من فرقة "ثلاثي اللوتس"، والذي قدمته وزارة الثقافة مشاركة منها في الاحتفال، وخلاله تم توزيع الهدايا التذكارية على الحاضرين ثم توجه الحضور لمشاهدة عروض للفنون الشعبية والفلكلورية التي تنظمها وزارة الثقافة، حيث أعرب الحاضرين عن استمتاعهم بهذه الليلة ووصفوها بالخلابة والفريدة الحاضرين بهذه الليلة.

يذكر أنه حضر الاحتفال عدد من الوزراء و٢٦ سفيرا ومستشار ثقافي ومديري المعاهد الأثرية لعدد ١٦ دولة عربية وأجنبية، علمًا أن الشمس قد تعامدت صباح اليوم الاثنين، على معبد أبو سمبل، جنوبي أسوان، في ظاهرة فلكية جذبت أكثر من ثلاثة آلاف زائر، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين وسفراء الأردن والإمارات وبلجيكا وليتوانيا وألمانيا وفنلندا والأرجنتين وأزربيجان وكازاخستان والسويد والمجر والبحرين.

وتسللت أشعة الشمس إلى قدس أقداس المعبد لتضيء وجه الملك رمسيس الثاني، على وقع أنغام وعروض فرق فلكلورية مصرية، في إطار الظاهرة الفلكية الفريدة التي يشهدها المعبد يومي 22 من أكتوبر/تشررين الأول، و22 من شهر فبراير/شباط في كل عام، وقد تزامنت الظاهرة مع احتفالات مصر ومنظمة اليونسكو، بمرور نصف قرن من الزمان، على إنقاذ آثار النوبة وأبو سمبل من الغرق في مياه بحيرة ناصر، بعد إقامة السد العالي.

وأقامت وزارة الثقافة المصرية حفلا فنيا في تلك المناسبة، مساء الأحد، عشية تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، احتفالا بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف معبدي أبو سمبل، على يد المستكشف الإيطالي جوفاني باتيستا بلزوني، الملقب بـ"بلزونى العظيم".

وتتفرد معابد مصر القديمة، بعدد من الظواهر الفلكية التي ترتبط بالشمس والقمر، مثل معبد أبو سمبل الذي تصدر قائمة العجائب الفلكية السبع لمصر القديمة، ومعبد الكرنك الذي يشهد ما يسمى بظاهرة "تعامد القمر الأزرق" على قدس أقداس الإله آمون.

ولعب الضوء دورا مهما في تحديد التشكيل المعماري لمعابد الفراعنة ومقاصيرهم، حيث يوجد ارتباط وثيق بين علوم الفلك ووجهة كثير من المعابد والمقاصير التي شيدها ملوك وملكات الفراعنة، وكانت السماء الصافية، والنجوم المتلألئة، سببا في تشجيع قدماء المصريين على دراسة علوم الفلك وحركة النجوم في السماء، ومنذ حلول الألفية الثالثة قبل الميلاد، نجح المصريون القدماء في معرفة الاتجاهات وقياس الزمن وتحديد مدة الأشهر والسنة.

ولما كانت الشمس ترمز لديهم إلى الإله رع، فقد ربط المصريون القدماء الشمس بمعابدهم ومقصوراتهم الدينية، وجعلوها تتجه نحو الشمس، وربطوا بعض الأحداث الدينية مثل الأعياد، والأحداث التاريخية، مثل تنصيب ملوكهم، وبين ظواهر فلكية فريدة تمثلت في تعامد الشمس على تلك المعابد والمقصورات، في أيام محددة من العام.