القاهرة - مصر اليوم
شدد مثقفون على أهمية تضافر جهود الجميع على المستوى الرسمي والنخبوي والشعبي من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، التي تقوم على التنوع والتعدد والاختلاف بدون ازدراء أو إقصاء.
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الأول من الدورة 17 للمؤتمر الإقليمي لأدباء القاهرة الكبرى وشمال الصعيد التي انطلقت اليوم باسم "دورة الشاعر الراحل سيد حجاب" تحت عنوان "أثر الأدب في الهوية المصرية بين الحضور والتغييب".
ونبه صبري سعيد القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى أن الهوية تقوم على التعدد والتنوع بكل معانيه ، ابتداء من الهوية الجغرافية وانتهاء بالهوية الثقافية، وهي بذلك تعني الحياة والاستمرار.
وطالب سعيد المثقفين بالقيام بدورهم الحقيقي في المحافظة على الشخصية المصرية بهويتها المتميزة، من خلال الانفتاح على الشارع وعلى الآخر والالتحام مع المواطن والتعبير عن آماله وآلامه.
من جانبه أكد رئيس المؤتمر عميد كلية اللغات والترجمة الأسبق الدكتور حامد أبو أحمد أهمية ودور الثقافة في حماية المجتمع من التطرف والعنف، وتجسيد الهوية والحفاظ عليها مع الانفتاح على الثقافات الأخرى.
وأوضحت سهير نصحي رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي أن هناك حاجة ماسة لتجديد الخطاب الثقافي مثل حاجتنا إلى الخطاب الديني ، بالإضافة إلى تقليل الفجوة الكبيرة بين المثقفين والشارع، مشيرة إلى أن المؤتمر يناقش قضايا بالغة الأهمية منها العادات والتقاليد والأدب الشعبي والآليات الخاصة، ليؤكد أننا ننحاز لقضايانا ووواقعنا للدفاع عن الشخصية المصرية وهويتنا العربية وقيمنا الإنسانية.
ووصف الأمين العام للمؤتمر الهوية المصرية علاء رزق بأنها "حاصل ضرب جميع الحضارات والأديان التي عاشت وعايشت الشعب المصري على مر التاريخ"، منوها بأن الشخصية المصرية أثرت وتأثرت بكل الثقافات، وحافظت في الوقت نفسه على ذاتها التي قامت على التنوع والاختلاف.
وكان وزير الثقافة حلمي النمنم قد افتتح أعمال المؤتمر بكلمة قال فيها " إن سؤال الهوية يشغل الثقافة والمثقفين في مصر منذ أكثر من قرن من الزمان في عهد رفاعة الطهطاوي مرورا بالإمام محمد عبده ثم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ " وخاصة أعماله الأولى ، ثم د. محمد حسين هيكل، وطه حسين، عباس العقاد، صلاح عبد الصبور، أحمد عبد المعطى حجازى.. الخ، كان شاغلهم الأول سؤال الهوية.
وأضاف النمنم أن هذا المؤتمر يعقد بعد ساعات من الحادث الإرهابي بكنيسة مارى جرجس في طنطا، ومن المؤسف أنه من يقف وراءه يسعون إلى تغييب جانب من الهوية المصرية وهو الجانب القبطي.
وأدان وزير الثقافة بشدة هذه الجريمة النكراء ، واصفا مرتكبيها بأنهم يجهلون طبيعة الشخصية المصرية القائمة منذ فجر التاريخ على التسامح واحترام التنوع والتعدد الفكري والعقدي، وتتسع للمزيد، وهذا دليل خصوبة وثراء، لافتا إلى أن محاولة تغييب أي عنصر يكشف عن جهل فادح بتاريخ وشخصية مصر.
وقدم وزير الثقافة تعازيه إلى الشعب المصري وأسر شهداء الكنيسة، مؤكدا أن مصر فقدت أرواحا طاهرة من أبنائها، في حربها ضد هذا الإرهاب الغاشم.
وقال النمنم إن علماء ألمان متخصصون في المعابد المصرية القديمة اكتشفوا غرفة بكل معبد لا علاقة لها بالمعبد كان يطلق عليها اسم "غرفة الضيوف" ، وهي مكان تعبد للضيوف الذين يؤمنون بديانات أخرى، وهذه هي الروح المصرية التي استطاعت على مر التاريخ أن تضع لمساتها الجمالية الخاصة على مختلف الحضارات والمعتقدات التي مرت بها.
نقلا عن أ ش أ