أسيوط - مدحت عرابي
أطلقت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، صباح السبت، مبادرة بعنوان "قوتنا في تنوعنا"، في مركز القوصية، شمال محافظة أسيوط، وذلك بهدف نشر ثقافة الحوار والتعددية والسلام وقبول الاختلاف، بين 100 شاب وفتاة من أبناء المركز، في الفئة العمرية من 11 إلى 17 عامًا، فضلاً عن 300 مشارك من أولياء الأمور والقيادات المجتمعية والدينية، بجانب التواصل الإلكتروني مع 500 فرد، حول أفكار المبادرة.
وقال أحمد عبد المتجلي، مسؤول الإعلام في فريق المبادرة، أن خطة التنفيذ تستغرق أسبوعًا من العمل، وتتضمن ثلاث مراحل، حيث تبدأ بالأنشطة ذات الطابع المعرفي، ومنها ورشة عمل لشرح وغرس مفاهيم الحوار وقبول الاختلاف وبناء السلام، وتليها مرحلة أنشطة تطبيقية بهدف تعميق وتأصيل المفاهيم النظرية داخل وجدان المتدربين، وتدشين يوم رياضي وفني، وتدريب عملي على تنفيذ المبادرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تشتمل المرحلة الثالثة على الأنشطة التى تهدف إلى تشجيع الشباب على التطوع والعمل المجتمعي، وتنفيذ حملات توعية ميدانية، وكذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب تصميم جداريات معبرة عن أفكار المبادرة، فضلاً عن إقامة عروض فنية وثقافية، وعرض مسرحي لـ 100 من الشباب في مركز القوصية.
وقال الدكتور ماجد عزمي، نائب المجلس الإقليمي للصحة النفسية، ومدرب ورشة عمل شرح وغرس مفاهيم الحوار، المنفذة صباح السبت، في مدرسة سان مينا في القوصية، لـ 60 شاب وفتاة من المرحلتين الإعدادية والثانوية، وعدد من المدرسين، إن الورشة تضمنت استخدام عدة طرق تدريبية، واستهدفت تعرف المتدربين على أسباب عدم قبول الاختلاف، بجانب المراحل الأربعة لتطور الخلاف من النفي إلى العنف والإيذاء، لافتًا إلى طريقة التدريب، التي تنوعت بين استخدام أدوات متعددة، كالعروض الفيلمية والوثائقية والدرامية، بجانب المحاضرات والنقاش الجماعي، التي تضمنت استخدام عدة أساليب أيضًا، تلائم الشباب، ومنها التمثيل والمحاكاة، بجانب العصف الذهني ومجموعات العمل.
وأضاف "عزمي"، الذي يشغل مهام مستشار المبادرة، أن ورشة العمل هدفت لإثارة العديد من التساؤلات لدى الطلاب، ومنها: لماذا نكره؟ ولماذا نخاف من شخص مختلف عنا؟، وماذا يحدث لو لم نقبل الآخر المختلف؟، وما هي أهمية الاختلاف ومميزاته؟.
وأشار تادرس القس سلوانس، منسق المبادرة، إلى تنفيذ فعاليات المبادرة في خمسة مواقع في مركز القوصية، تشمل مقرات جمعية "الحياة الأفضل" وجمعية "الهدى"، بجانب مقر "بيت العائلة" في مجلس مدينة القوصية، ومدرسة سان مينا للغات، فضلاً عن النادى الرياضي في القوصية، مشيدًا في ذات الصدد بجهود شركاء المبادرة، وتقديمهم مختلف التسهيلات والإمكانيات الداعمة لتنفيذها.
وأضاف تادرس القس أن المبادرة تأتي من منطلق مواجهة بعض المشكلات المتزايدة في الآونة الأخيرة في مركز القوصية، وذلك جراء نقص الوعي بثقافة التسامح والحوار، وزيادة اللجوء للعنف، ومن ثم تأتي المبادرة في إطار الحاجة لرفع الوعي والتثقيف بمفاهيم وقيم السلام وقبول الاختلاف، وثقافة التسامح وقبول الآخر، مشيدًا في ذات الصدد بحماس فريق عمل المبادرة، الذي ضم عناصر متنوعة الخبرات، وهم: الباحث والقانوني أحمد عبد المتجلي، والشيخ محمد حسن علي، إمام مسجد في أبوتيج، والقس جورج عز زاهر، راعي الكنيسة الإنجيلية في أسيوط، والدكتورة داليا حسين سامي، أخصائية نفسية، وهالة فؤاد، عضو جمعية "كل الناس"، ووسيم سمير غالي، مسؤول خدمة العملاء والاتصالات، والدكتور محمد حسن عمران، أستاذ مساعد في كلية التربية، في جامعة أسيوط.