التقى وزير الثقافة حلمي النمنم ظهر الجمعة في مكتبة ، وفدا من الكنائس والمجتمع المدني والدبلوماسيين الأميركيين، المشاركين في الحوار المصري الأميركي الذي ينظمه "منتدى حوار الثقافات" في الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية برئاسة الدكتور القس أندريا ذكي رئيس الطائفة.

وقال وزير الثقافة إننا نخرج الآن من تجربة صعبة، فالمجتمع المصري يحتاج إلى الحريات ليس فقط في الحياة السياسية ولكن في الحياة الثقافية والاجتماعية، وأكد أنه بناء طويل وصعب، و هذا البناء يحتاج إلى المزيد من المجهود والتضحيات .

وأضاف وزير الثقافة أننا نتطلع إلى بناء العدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن الفقر يؤدي إلى أزمات أخلاقية واجتماعية، وتحقيق العدالة يحتاج الى الكثير من التنمية ، وفي مسألة الحريات الطريق شاق وطويل لأنه لا يتعلق بالأوضاع داخل مصر فقط ولكن أيضا بالمنطقة المحيطة، وعلى سبيل المثال قضية الدولة الفلسطينية وإسرائيل ، فمنذ أن ظهرت هذه المشكلة في الأربعينيات انتعشت الأصولية الاسلامية ، مؤكدا أنه اذا لم تحل هذه المشكلة ستظل مشكلة الأصولية الأسلامية قائمة، فالقضية الفلسطينية صورت على أساس أنها صراع بين الإسلام واليهودية.

وأضاف وزير الثقافة أن قرار تقسيم فلسطين في نوفمبر 1947 ينص علي إقامة دولتين لفلسطين وإسرائيل، وحتي الآن لم تقم الدولة الفلسطينية. وردا علي سؤال حول معوقات تحقيق العدالة الاجتماعية في مصر، قال وزير الثقافة إن الفقر وضعف التنمية ، كذلك زيادة نسبة المواليد، أيضا أن يقتنع الأغنياء أن الأموال التي لديهم لابد وأن تعم على الفقراء .

وحول سؤال عن احتياج مصر للحريات السياسية والإجتماعية قال وزير الثقافة أننا لدينا قدر لابأس به من الحريات السياسية قياسا على ما كنا عليه في السابق ، فاليوم لدينا برلمان ورئيس منتخب، ويتعرض للانتقاد من الصحافة، مؤكدا أنه مؤشر إيجابي لم يكن موجودا من قبل ، وأشار إلى لقاء المثقفين مع الرئيس، واستماعه منهم إلى انتقادات حادة وقاسية، وكان الرئيس سعيدا وشكرهم عليها.

وأكد الوفد على سعادته بلقاء وزير الثقافة وحديثه معهم، وخصوصا الدبلوماسيين ، مؤكدين على نقلهم لوجهة نظر وزير الثقافة حول الحريات في مصر وقدرة الصحافة على انتقاد الرئيس وما وصل اليه المجتمع المصري من ديمقراطية الى الكونغرس والشعب الأميركي ، ووجه الوفد الشكر لوزير الثقافة علي حواره حول الحريات الثقافية والاقتصادية.

وكان الوفد قد التقى صباح أمس كلا من فضيلة الأمام الأكبرشيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي االجمهورية.