القاهرة – اسامة عبدالصبور
أثار الملصق الدعائي الذي وضعته مؤسسة "الأهرام" لمعرض "تحيا مصر" الذي نظمته أخيرًا، ويحمل صورة أشخاص راقصين بالعلم المصري على خلفية كبيرة للفنان الإماراتي حسين الجسمي، غضبًا عارمًا بين جموع الفنانين التشكيليين، الذين أعربوا عن استيائهم منه.
وأعرب رئيس مؤسسة آراك للفنون الفنان الدكتور أشرف رضا، ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق عن استيائه الشديد من الملصق، معلقًا "لقد أصابتني الدهشة وأنا أشاهد ملصق هذا المعرض المزعوم باسم "تحيا مصر"، وأعتقد أن سبب هذه التسمية من مؤسسة عريقة مثل مؤسسة "الأهرام" ما هو إلا رياءً وتملقًا في شعار الدولة الجديد الذي أطلقة الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال خطاباته وأحاديثه، وعندما رأيت ملصق المعرض تعجبت من الرسم المصاحب الذي يحمل صورة كبيرة للفنان الإماراتي حسين الجسمي ومواطن وفلاح وفتاة يرقصون بطريقة مبتذلة ظنًا من مصمم هذا الملصق أنه يجامل الشعب المصري من خلال عرض أوبريت "بشرة خير" الذي غناه الجسمي للدعوة للإنتخابات الرئاسية الماضية."
وتساءل أشرف رضا، ما علاقة حسين الجسمي والراقصين والراقصات الموجودين بالملصق في معرض للفنون التشكيلية الذي نظمته مؤسسة الأهرام وافتتحه رئيس مجلس إدارتها، ونقيب الفنانين التشكيليين حمدي أبو المعاطي ؟!! ، وما علاقة التصوير والنحت وأعمال الجرافيكس بأوبريت "بشرة خير" ؟!!.
وتابع "رضا" في تعليقه " أنا لا أرى إلا رياءً ومحاولة لمغازلة النظام بهذه الملصقات التي غالبًا ما تأتي بنتيجة عكسية تمامًا، وتقلل من شأن الفن التشكيلي المصري.
وصرّح الفنان طارق الكومي النحات الشهير ومدير متحف محمود مختار بأن الصورة مؤسفة والمسؤولية تقع على قوميسير المعرض وأعرب الفنان طارق الكومي، عن استيائه الشديد من الملصق الدعائي الذي وضعته مؤسسة الأهرام لمعرض "تحيا مصر" الذي نظمته المؤسسة أخيرًا.
وأكد الفنان طارق الكومي، أن المسؤولية تقع على قوميسير المعرض "ماهر بدر" ، ومشكلة الصورة تكمن في حجم الجسمي وحجم المصريين، وكأنها إسقاط لعلاقة الإمارات بمصر، فالصورة تظهر المصريين في حجم عرائس الماريونت وتظهر الجسمي وكأنه في حجم الفنان الذي يحرك العرائس كما أن حركتهم تعطي هذا الإيحاء.
وأضاف "الكومي"في تصريحه "من المفترض أن القوميسير يكون رجل لديه رؤية وحصافة وقراءة لدلالة الصورة، ومن الواضح هذا غير متوفر، وتساءل الكومي كيف أن مثل هذه المقومات يجهلها قوميسير المعرض.
وطالب الفنان رضا عبد السلام بمراجعة دور قاعة العرض في مؤسسة الأهرام موضحًا أن الملصق في حد ذاته لا يليق فهناك فرق أن أنفذ ملصقًا لفرق رقص فنون شعبية عن تنفيذ ملصق خاص لمعرض فن تشكيلي احترامًا وتقديرًا لقيمة الفن التشكيلي والفنانين، لذا فإن الملصق ردئ والمصمم ساذج والناتج لا يليق بأي حدث فني، وكان لا يجب أن يمر على أحمد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام وماهر بدر قوميسير المعرض، وأضاف عبد السلام " أنا أعتقد أن الدكتور حمدي أبو المعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، لم ير هذا الشكل في الدعوى قبل أن يذهب للمعرض."
وأضاف الفنان رضا عبد السلام، أن الأهرام تمتلك قاعة عرض مهمة جدًا، ولا يوجد بها نشاطات، ليس إلا نشاط اشتركنا به العام الماضي وأيضًا كان لنا عليه مأخذ كثيرة، ولم يكن ناجحًا بالقدر الكافي وها نحن نصطدم بالنشاط الثاني، لذا فأنا أطالب مؤسسة الأهرام أن تقيم معارض بشكل جيد أو لا تقيم.
وأكد رضا عبد السلام، "مؤسسة الأهرام تعتبر أكبر مؤسسة صحفية تقتني أكبر عدد من الأعمال الفنية التشكيلية بين جدرانها، وطبعا هذا الفضل يرجع للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والفنان صلاح طاهر مستشاره الفنية ، لذلك الأهرام ليست أقل من أن تنظم معارض كبيرة وناجحة ، وليست أقل من تنظم معارض محلية ودولية على مستوى عالي جدا ، والأهرام يجب أن يقتنع بدورة أن المادة الصحفية بجانب المادة البصرية إلى جانب الإبداع التشكيلى يكملوا الرسالة الإجتماعية والثقافية لإن هذا هو ما يعبر عن فكر الوطن ونضوجه."
وناشد "عبد السلام" مؤسسة الأهرام قائلاً "يجب أن تعين مشرف على قاعة العرض ومدير للنشاط يمتلك برنامج محترم سنوي يتضمن عدة معارض ، من بينها معرض نحيى فيه فن الرسم الصحفي الذي لم يعد موجودا الآن فى الصحافة ، وأنا أمتلك بيانات من الرسم الصحفي في غاية الأهمية لذلك من الممكن أن نقيم معرض جيد عن فن الرسم الصحفي وكتيب فخم ، وهذا دور المؤسسة، التي يجب أن تقوم بطبع كتاب عن الرسامين الصحفيين الذين أثروا حركة الفن التشكيلي في مصر."
بينما بادر الدكتور أحمد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام بالإعتذار عن الملصق الإعلاني المثير للغضب ، كما إعتذر عن مستوى بعض الأعمال الفنية التي تضمنها المعرض وأوضح أنه لم يكن قد إطلع على الملصق قبل إفتتاح المعرض لإنشغاله ووثوقه بالقائمين على إعدداد المعرض.