السحر

فجّر الباحث والكاتب الصحفي "إيهاب عطا" مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال إنه لا يوجد شيء اسمه مس أو سحر يصاب به الإنسان، وأن ما يزيد عن 80% ممن يتعرضون لنوبات مرضية يتم توصيفها على أنها مس شيطاني أو سحر ويذهبوا إلى المشعوذين يتم استغلالهم جنسيًا.

وأكد عطا، في مناقشة لدراسته عن حقيقة "المس والسحر" في برنامج "انتبهوا أيها السادة" مع الفنانة هالة فاخر على فضائية "الحياة"، أن هناك في مصر حوالي 350 ألف شخص يمارسون الدجل والشعوذة وهناك ما يقرب من 250 ألف شخص يمارسونه ويتجولون به بين الدول العربية ولهم زبائن يدفعون بالملايين، وكان أبرز ضحاياهم زوجة مسؤول إماراتي كبير في قطاع النفط تم ابتزازه بصور جنسية مع أحد الدجالين مقابل ملايين الدولارات وورد اسمه في الإنتربول الدولي ولم يتم القبض عليه بعد.

وأشار الباحث إلى أن من يروجون هذه الأفكار يستخدمون ويعتمدون على رواية ضعيفة يذكرها البخاري ومسلم في الصحيحين عن تعرض الرسول للسحر وهي رواية بحسب قوله ضعفها الإمام الغزالي وأثبت كذبها لأنها تنفي عصمة الرسول وتعرض الديانة كلها للضعف والنقد من قبل المشككين.

وبيّن عطا أن المس المذكور في قوله تعالى: " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب" يستند إليه من يروجون لإمكانية مس الجن وإلحاق الضرر بالإنسان، إلا أن هناك في قوله تعالى:" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " توضيح لكيفية المس الشيطاني الذي يحدث وهو "الوسوسة" وهو غاية ما يقدر عليه الشيطان، والعلاج منه والمكافحة له تكون بالاستعاذة والاستغفار وذكر الله كما هو واضح من كلام الله.

وتابع عطا في بحثه أن هناك من المفسرين أمثال الإمام القرطبي الذي أورد في تفسيره لقصة أيوب عليه السلام تأكيدًا على أن ما ذكر بخصوص انتقام الشيطان من أيوب عليه السلام وتحويل جسده إلى هيكل عظمي بعد أن تساقط لحمه، لا يعدو كونه من الإسرائيليات موجهًا نصيحته لكل مسلم بقوله: "والإسرائيليات مرفوضة من العلماء على البتات، فأعرض عن سطورها بصرك، وأصمم عنها أذنيك، فإنها لا تعطي فكرك إلا خيالًا، ولا تزيد فؤادك إلا خبالًا".