المجلس الأعلى للثقافة

صرح الناقد عادل ضرغام رئيس مجلس إدارة مركز الدراسات البينية والذي سيتم افتتاحه الأحد المقبل ومقره المجلس الأعلى للثقافة أن الفكرة جاءت من واقعنا الثقافي، ومن الحاجة الملحة إلى العمل الجماعي الجاد، وفي انطلاقنا من ذلك الواقع لا ندعي أننا وحدنا في هذا الطريق القائم على الجدية في التعامل مع البحث العلمي وفق لحظة عالمية راهنة، وإنما معناه إيماننا الكامل بأن الفردية أو الإطار الفردي مهما كانت قيمته ومشروعية جدواه لا تصنع سياقا وإنما يظل منجزا فرديا، فأردنا من خلال هذا التوجه الجماعي التفكير في هذا المركز وتكوين كيان يضم مجموعة من الباحثين لديهم ذلك الميل والإصرار والاهتمام في العمل الجاد دون بهرجة لافتة.

وأشار أحمد عزيز المسؤول الإعلامي بالمركز أن رؤية المركز قائمة في الأساس على أن الفروع الأكاديمية المختلفة سواء في أطار الإنسانيات أو في إطار العلوم أصبحت متداخلة إلى حد بعيد يصعب فيه الحديث في اللحظة الراهنة عن إطار علمي صاف بشكل كامل، بالتأكيد هناك نواة لكل تخصص وإطارات وحدود، لكنها الإطارات المتداخلة، والحدود المنفتحة في ما يخص الفرضيات والمنهجية، فهل كان يمكن لشتراوس أن يصل لمجال الأنثربولوجيا البنيوية دون أن يتعرف على مشروع جاكبسون، الذي أدركه من خلال علم اللغة البنيوي، وفي إطار ذلك يمكن أن ندرك قيمة مقولة المؤرخ الفرنسي الذي قال لزملائه( كونوا جغرافيين، وحقوقيين وعلماء نفس وعلماء اجتماع).

        العولمة فرضت على العالم المعاصر متغيرات وتوجهات عديدة، منها ضرورة الاهتمام بوحدة المعرفة، وأهمية تكامل الجهود لتحقيق شمولية الرؤى المستقبلية لمواجهة المشكلات والتحديات.

وأكد ضرغام أن التمويل ذاتي من اشتراكات الأعضاء، وهي الاشتراكات التي حددتها لجنة العضوية بالمركز برئاسة الدكتورة أريج زهران.

واكد على أن هناك جدية من جميع الأعضاء المؤسسين للمركز لصنع حالة من التفرد والإسهام في البحث العلمي، وسنفتح الباب للعضوية بعد الانتهاء من عملية الإشهار.

وهناك خطة حددها الأعضاء المؤسسون تتمثل في إقامة ندوة تخصصية كل شهر في الحقل الأساسي للمركز (البينيات)، وندوة (ثقافية) أخرى في الشهر ذاته منفتحة على الثقافة والإبداع في تجليهما الواسع. وهناك عقد دورات علمية لشباب الجامعات أو المبدعين، بالإضافة إلى مجلة علمية محكمة رئيس تحريرها د. محمد عبدالباسط عيد، وهو مثقف له إسهام ملموس في الدراسات النقدية.

هذه الخطة مرنة، وأتمنى أن نصل إلى لحظة مهمة يمكن لهذا المركز في يوم ما – وهذا حلم-أن يمنح درجات علمية، وهناك تفكير لعقد اتفاقيات مع الجامعات.

وأشار أن ارتباط المركز بالمجلس الأعلى للثقافة نابع من شيئين: الأول منهما أن المجلس الأعلى للثقافة حق لكل المصريين، ولكل المثقفين، والأخير أننا تعاملنا مع أمينين للمجلس الأعلى للثقافة وكان كل واحد منهما نموذجا مشرفا لموقعه