باريس - مصراليوم
أكد مدير المتحف المصري والمشرف على متحف الحضارة الدكتور خالد العناني على أهمية دور "اليونسكو" في نشر السلام والثقافة في منطقة الشرق الأوسط. حيث جاء ذلك خلال تصريحاته لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مشاركته الجمعة في باريس في أعمال لجنة الثقافة الخاصة بالدورة الـ (38) للمؤتمر العام لـ"اليونسكو".
وشدد العناني على أن الظروف السياسية في الشرق الأوسط وما تشهده من عدم استقرار يؤكد على الحاجة الملحة لتكثيف دور "اليونسكو" في المنطقة العربية كداعم وموصل للثقافة والسلام بين الشعوب.
وأضاف أن مصر تبذل مجهودات كبيرة لحماية الآثار في ظل امكانيات محدودة بسبب تراجع عائدات السياحة، لافتًا أنه بالرغم من ذلك فان المشروعات كلها مستمرة بدعم من الدولة التي تريد إيصال رسالة إلى العالم وهي أن مصر في وقت يدمر فيه التطرّف الآثار في كل المنطقة العربية تحرص على صون الاثار، وإنها كما تحارب التطرّف الديني والتطرف، تواجه أيضًا التطرف في تدمير الآثار.
وأشار مدير المتحف المصري إلى ضرورة توفير اعتمادات أكثر للمنظمة التي لعبت منذ إنشائها عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية دورا تاريخيا لنشر السلام والثقافة في العالم وتحقيق التقارب بين الشعوب.
وبين الدكتور العناني حول اجتماعات لجنة الثقافة في "اليونسكو"، أن أجندة الاجتماعات تتضمن موضوعات هامة ومنها الاعتراف بيوم افريقيا للتراث الذي تم تحديده بتاريخ الخامس من أيار/مايو، ووضع بروتوكول وإطار العمل للمتاحف في كل دول العالم وحماية الآثار ودور "اليونسكو" في فلسطين والأراضي العربية المحتلة ودور الثقافة والاعتراف بالفنان ووضعيته، بالإضافة إلى القدس ووضع الآثار والتراث وكيفية الحفاظ عليه وصونه.
وتابع أن الاجتماعات تخللها احتفال بحملة "اليونسكو" "متحدون من أجل التراث" بمشاركة المديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا، موضحًا أن لجنة الثقافة للمؤتمر العام لـ"اليونسكو" ستعلن عن توصيتها غدا السبت، والتي تشمل دعم خطة "اليونسكو" في الفترة 2018-2021 ، والتي ستمتد فيما بعد إلى عام 2030.
وأكد العناني حول التعاون بين مصر واليونسكو، بأن الثقافة تمثل محورًا أساسيًا في العلاقات الثنائية لأنها تشمل موضوعات متعددة خصوصًا بالملكية الفكرية والآثار ورعاية المتاحف.
وأشار إلى أن التعاون القائم لدعم وتطوير متحف الحضارة وبناء القدرات من خلال عقد دورات تدريبية بالتعاون مع "اليونسكو"، وتوفير منح ومواد دعائية للمتحف الذي سيفتتح جزئيا في الأشهر القليلة المقبلة بعد أن تعثر بشدة في الأعوام الأخيرة، حيث سيتم افتتاح قاعة في المتحف عن الحرف المصرية لعرض نحو 400 قطعة أثرية.
ونوه أن "اليونسكو" تدعم كذلك مشروع القاهرة التاريخي، بالإضافة إلى مشروعات أخرى مثل متحف النوبة في أسوان وغيرها، كاشفًا أن المنظمة ستنظم احتفالية في حديقة المتحف المصري بتاريخ 21 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في حديقة المتحف المصري الذي يعد أيضًا ملتقًا ثقافيًا.
ولفت إلى أن تاريخ الثالث من كانون الأول/ديسمبر المقبل سيتم إطلاق حملة "متحدون من أجل التراث" عند الأهرامات بحضور العديد من المسؤولين، وطلبة المدارس والجامعات والآثار.
واعتبر الدكتور العناني حول التعاون المتحفي مع فرنسا، أن العلاقات السياسة المتميزة بين مصر وفرنسا في الفترة الحالية انعكست على العلاقات الثقافية والأثرية، ويظهر ذلك جليا من خلال نشاط المعهد الفرنسي للآثار المصرية في مصر الذي يعمل في أكثر من 27 موقعا.
وأكد على ضرورة الاهتمام في الفترة المقبلة بتدريس تخصصات مثل علم المتاحف وإدارة المواقع الأثرية، داعيًا كليات الآثار إلى زيادة الشق العملي في تدريس مادة الحفائر، وهذا متاح من خلال التعاون مع البعثات الأثرية العديدة التي تعمل في مصر.
يذكر أن الدكتور خالد العناني تم تقليده في تشرين الأول/أكتوبر الماضي وسام الفنون والآداب برتبة فارس من قبل وزارة "الثقافة" الفرنسية تكريمًا لإسهاماته في البحث في مجال الآثار والتزامه إزاء التعاون الفرنسي المصري.
يشار إلى أن العناني وصل الأربعاء الماضي إلى العاصمة الفرنسية لحضور اجتماعات المؤتمر العام لـ"اليونسكو"، ممثلا عن وزارة "الآثار"، وذلك ضمن الوفد المصري الذي يضم أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الدكتورة أمل الصبان، ورئيس قطاع مكتب وزير
الثقافة" اللواء حسن خلاف، بالإضافة إلى ممثلين عن وفد مصر في "اليونسكو" ووزارة "الخارجية".