دار الإفتاء المصرية

حذرت دار الإفتاء المصرية من كذب المنجمين الذين يعلنون نبوءات قبل بدء العام الميلادي الجديد، وادعائهم بمعرفة أحداث مستقبلية لا يعلمها إلا الله تعالى .. لافتة إلى أنه على المسلم معرفة أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وأنه النافع الضار، وأنه من الشرك بالله أن يعتقد الشخص أن لغير الله من الإنس أو الجن أو غير ذلك تأثيرا في معرفة الغيب، أو كشف الضر والبلاء أو النفع له.

وطالبت الدار بعدم الالتفات لمثل هؤلاء المنجمين الذين يجعلون الناس يتعلقون بغير الله تعالى، ويسيرون في ركب الخرافات والدجل، الذي يورد صاحبه المهالك في الدنيا والآخرة.

وأوضحت الدار ـ في فتوى اليوم الجمعة ـ أن المنجمين يدعون معرفة بعلم الغيب، وهو نوع من الدجل، حتى وإن تحقق بعض هذه الأمور مصادفة؛ لأن عالم الغيب والشهادة هو الله تعالى، ولم يظهر سبحانه وتعالى على هذا الغيب إلا من ارتضى من رسول أو نبي قال تعالى “عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا”، ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تصديق هؤلاء المنجمين فقال: "من أتى عرَّافًا فصدقه بما يقول لم تُقبل له صلاة أربعين يوما".

وأضافت أن مقولة "كذب المنجمون ولو صدقوا" ليست حديثا نبويا، وإن كان معناها صحيحا .. مشيرة إلى أنه بسبب مخافة أن يفتن البسطاء بأفكار هؤلاء المشعوذين جاء تحذير الحكماء بالتأكيد على كذب المنجمين حتى وإن صادفوا الواقع.

وأشارت الفتوى إلى أن التنبؤ بالغيب والمستقبل يختلف عن علم الفلك الذي هو علم من أهم العلوم التي اعتنى بها علماء الإسلام الأولون، وهو يتعلق بالمحسوسات، ولا يتعلق بالغيبيات، حيث يتعلق بنواميس الكون، ورصد مواضع الأجرام السماوية وحركتها كالشمس والقمر والكواكب والنجوم، وتحديد مواعيد الصيام والحج والصلاة وغيرها من الأمور.

تأتي الفتوى ردا على انتشار النبوءات والتوقعات من قبل المنجمين والفلكيين بخصوص الشأن العام، سواء في مصر أو خارج مصر لأبرز أحداث العام الجديد.