القاهرة - أسامة عبد الصبور
أصدر الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ، برئاسة الكاتب الكبير محمد سلماوى ،بيانا نعى فيه القاص والروائى الكبير جمال الغيطانى، جاء في نصه " جمال الغيطاني الذي يعد غيابه خسارة فادحة للمشهد الأدبي المصرى والعربي ، فقد مثل إنتاجه الأدبي طوال نصف قرن علامة من علامات القصة والرواية العربية، بدءًا من مجموعته الأولى "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، مرورًا برواياته التى شكلت علامات فى التاريخ الأدبى: الزويل، والزيني بركات، ومتون الأهرام، ورسالة في الصبابة والوجد، والتجليات، ونوافذ النوافذ، ورسالة البصائر والمصائر.. وغيرها. وأضاف اتحاد الكتاب العرب أن الغيطاني تتلمذ على يد أستاذه نجيب محفوظ، فقد نشأ وعاش مثله فترة من حياته فى حي الجمالية القديم بالقاهرة، حيث عبق التاريخ والآثار الفاطمية، وقداسة الجامع الأزهر بما يمثله من قيم دينية وتاريخية، وهو ما أثَّر على كتاباته بشكل عام، حيث اختار لغة تراثية استقاها من كتب المتصوفة مثل النفرى وابن عربي ، تلك التى ساهم هو نفسه في اكتشافها وإزالة غموضها وتقديمها للقارئ، من خلال السلسلة التي كان يرأسها في هيئة قصور الثقافة، كما قدم مجموعة من البرامج التليفزيونية التي دارت حول الآثار الفاطمية في الجمالية. وتابع "اتحاد الكتاب" لم يكن جمال الغيطاني قاصًّا وروائيًّا متميزًا وحسب ، ولكنه كان فاعلاً ثقافيًّا، فقد لعب دورًا مهمًّا في تحريك والمشاركة في توجيه الثقافة العربية من خلال إنشائه ورئاسته لتحرير جريدة "أخبار الأدب" لسنوات عديدة، وهي إحدى أهم المطبوعات الثقافية والأدبية العربية، وخاض من خلالها معارك ثقافية عديدة داخليًّا وخارجيًّا، مستهدفًا نقاء العمل الثقافي وعزة المثقفين، وتوحيد الجهود ضد العدو التاريخي للأمة العربية المتمثل في المحتل الصهيوني الذى يغتصب الأرض العربية فى فلسطين".