القاهرة - مصر اليوم
حسمت شركة إيني الإيطالية، الجدل الذي أثير خلال الأيام الماضية، عن اكتشاف حقل غاز ضخم جديد في البحر المتوسط، يعادل 3 أضعاف حقل ظهر العملاق. وقال كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة إيني، في مؤتمر صحفي أول أمس الإثنين، إن "هناك إمكانيات وتكوينات (جيولوجية) جديدة في مصر لكننا لم نعثر على أي شيء حتى الآن"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وكانت تقارير إعلامية، نقلًا عن "مصراوي" تحدثت خلال الأيام الماضية عن قرب الإعلان عن تحقيق اكتشاف ضخم في حقل نور الذي يقع في منطقة شمال سيناء البحرية. وذكرت التقارير الصحفية أن حقل نور يحتوي على احتياطيات من الغاز تقدر بنحو 90 تريليون قدم مكعب، بما يعادل 3 أضعاف احتياطيات حقل ظهر أكبر حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
وأكدت وزارة البترول في تصريحات على لسان مسؤوليها، إن احتياطيات الغاز في حقل نور، لم يتم تحديدها حتى الآن. ويوم الخميس الماضي، قال حمدي عبدالعزيز المتحدث باسم وزارة البترول لوكالة رويترز إن شركة إيني الإيطالية وثروة المصرية ستحفران أول بئر استكشافية بحقل "نور" البحري في شمال سيناء خلال شهرين.
وقال عبد العزيز "عقب حصول الشركتين على الموافقة من مجلس النواب المصري، ستبدأ أعمال حفر البئر الاستكشافية بالمنطقة لتحديد حجم الاحتياطيات المتوقعة بالحقل". وكان مجلس الوزراء وافق خلال اجتماعه في التاسع من مايو الماضي على مذكرة باتفاقية خاصة بعملية الببحث والاستكشاف بمنطقة نور البحرية بشمال سيناء والتي تنفذها شركتا إيني الإيطالية وإيجاس، بحسب ما قاله طارق الملا وزير البترول في مؤتمر صحفي في ذات اليوم.
وبحسب ما قاله الملا، فإن فترة العمل والبحث بالمنطقة تمتد إلى 6 سنوات على مرحلتين، على أن يتم إنفاق 105 ملايين دولار لحفر بئرين خلال المرحلتين. ومنذ أقل من أسبوعين، بحث وزير البترول مع الرئيس التنفيذي لشركة إيني خطة الحفر المستهدفة للحقل الجديد "نور" والذي وصفته وزارة البترول في بيانها بـ "الواعد" في منطقة البحر المتوسط.
"نور" يزعج إسرائيل
وأزعجت الأنباء الخاصة باحتياطيات الغاز الهائلة المتوقعة في حقل نور، الأوساط المعنية في إسرائيل، حيث قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير الأربعاء الماضي، إن شركات الغاز الإسرائيلية في تل أبيب خسرت ما بين أربعة وخمسة في المئة في تعاملات البورصة بسبب شكوك محتملة بأن تطوير حقل نور سيضر بمستقبل حقل ليفياثان الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن المستثمرين الإسرائيليين من قطاع الطاقة قد يشعرون بالقلق من أن تطوير حقل نور قد يعيق خطط الشركات الإسرائيلية لتصدير الغاز من حقلي تمار وليفياثان، عبر محطات الإسالة في مصر، بعد أن قدرت تقارير صحفية بأن الحقل قد يكون بين أكبر حقول الغاز في العالم باحتياطيات تقدر بنحو 2.5 تريليون متر مكعب.
لكن مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، يرى أن الاتفاقية التي وقعتها شركة دولفينوس لاستيراد الغاز الإسرائيلي لا تتعارض مع أي اكتشاف كبير آخر قد يحدث في الأراضي المصرية خلال الفترة المقبلة، "لأنها تم توقيعها بين شركات خاصة، كما أنها تأتي ضمن مشروع تحول مصر لمركز إقليمي للطاقة".
وكانت شركة دولفينوس المصرية، وقعت في فبراير الماضي مع الشركاء في حقلي الغاز الطبيعي الإسرائيليين تمار ولوثيان، اتفاقات مدتها عشر سنوات لاستيراد ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي من الحقلين.
وفتح اكتشاف "ظهر" أكبر حقل للغاز الطبيعي في البحر المتوسط بامتياز شروق في المياه الاقتصادية المصرية، الباب أمام الشركات للتنقيب في هذه المنطقة التي من المتوقع أن تكون واعدة وأن يتم اكتشاف المزيد من الحقول بها.
وتقوم إيني أيضا بأعمال تطوير حقل ظهر، الذي بدأ الإنتاج في ديسمبر الماضي، بالاشتراك مع شركات روسنفت الروسية وبي بي البريطانية ومبادلة الإماراتية، بعد أن باعت إيني 50% من حصتها لهذه الشركات.
الاكتشاف الضخم غير مستبعد
قال يوسف إن المؤشرات المتعلقة بوجود احتياطيات كبيرة محتملة في المياه العميقة بالمنطقة المعروفة بدلتا النيل تعود إلى عهد وزير البترول الأسبق سامح فهمي.
وأضاف أنه في ضوء دراسات معهد الجيولوجيا الأمريكية للتركيب الجيولوجي لمنطقة دلتا النيل فإن المنطقة بها مخزون غازي محتمل ضخم جدا يفوق 238 تريليون قدم مكعب.
ولا يستبعد يوسف أن يتم اكتشاف حقول جديدة كبيرة، وأن يصل احتياطي الحقل الواحد إلى 90 تريليون قدم مكعب مثلما تردد عن حقل نور، مشيرا إلى أن هناك حقولا تحتوي على احتياطيات أكبر من ذلك.
وقال إن تكالب الشركات العالمية على البحث والاستكشاف في المياه المصرية وإنفاق المليارات من الاستثمارات لن يحدث إلا في ضوء توقعات قوية بوجود احتياطيات كبيرة في هذه المنطقة من الغاز.
وذكر يوسف أن صاحب الشأن الوحيد في الإعلان عن أي اكتشاف قد يحدث هو الشريك الأجنبي القائم على عمليات الحفر والاستكشاف، وهو في هذه الحالة شركة إيني.
وكانت إيني ذكرت في بيان صدر من وزارة البترول، الشهر الماضي، أنها ضخت استثمارات بقيمة 8.4 مليار دولار، في حقلي الغاز نورس وظُهر حتى الآن، وأنها تخطط لضخ 3 مليارات دولار أخرى خلال المرحلة المقبلة.
ونقل بيان وزارة البترول عن رئيس الشركة، الذي كان مجتمعا مع وزير البترول، قوله إن الشركة خصصت 70% من حجم استثماراتها عالميًا للاستثمار في مصر.