القاهرة - سهام أبوزينة
تراجعت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام خلال الجلسة الآسيوية متغاضية عن انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة السادسة في تسعة جلسات من الأعلى له منذ 22 من كانون الثاني/يناير من عام 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وسط شح البيانات الاقتصادية اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك ومنتج للنفط عالمياً بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة وعلى أعتاب الاجتماع الشهري المرتقب لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين من خارجها.
وفي تمام الساعة 03:42 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام "نيمكس" تسليم 15 كانون الثاني/يناير المقبل 0.51% لتتداول حالياً عند مستويات 54.35$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 54.63$ للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسلم 15 كانون الثاني/يناير القادم 0.47% لتتداول عند 63.18$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 63.48$ للبرميل، بينما انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.09% إلى مستويات 96.63 موضحاً توالي ارتداده من الأعلى له منذ مطلع العام الماضي مقارنة بالافتتاحية عند 96.71.
هذا وقد تابعنا يوم أمس الأربعاء أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقلص الفائض إلى 4.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنقضي في 16 من تشرين الثاني/نوفمبر مقابل 10.3 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة، بينما التوقعات كانت تشير لتقلص الفائض إلى 2.5 مليون برميل، لنشهد ارتفاع المخزونات إلى 446.9 مليون برميل، ولتعد المخزونات حالياً أعلى 6% عن متوسط مخزونات الأعوام الخمسة الماضية.
كما أوضح تقرير الإدارة معلومات الطاقة انخفاض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً 1.3 مليون برميل، بينما لا تزال المخزونات أعلى 6% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، أما عن مخزونات المشتقات المقطرة التي تشمل وقود التدفئة فقد انخفضت 0.1 مليون برميل، لتعد بذلك المخزونات أقل 7% من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
وفي سياق أخر، فقد تابعنا أيضا بالأمس أعرب الرئيس الأمريكي ترامب من خلال تغريه له عبر حاسبه الرسمي على تويتر "أسعار النفط تنخفض. رائع! وكأنها تخفيض ضريبي كبير لأمريكا والعالم. استمتعوا بذلك! 54$, كانت 82$. شكراً للسعودية, ولكن لنقم بتخفيض السعر أكثر!"، وجاء تلك التغريده الترامبية عقب ساعات من تراجع أسعار النفط يوم الثلاثاء الماضي بقرابة السبعة بالمائة موضحة أسوء أداء يومي لها في أكثر من ثلاثة أعوام.
بخلاف ذلك، فقد تطرقت بعض التقرير يوم الثلاثاء الماضي لكون كوريا الجنوبية تعتزم استئناف وارداتها من النفط الإيراني مع مطلع العام المقبل، وذلك في أعقاب حصولها هي وسبعة دول أخرى مستوردة للنفط الإيراني على استثناء من عودة تطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران في وقت سابق من الشهر الجاري، ويذكر أن من بين تلك الدول الصين أكبر مستورد للطاقة عالمياً والهند، اليابان، تركيا، إيطاليا، اليونان وتايوان.
ويذكر أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أعرب في مطلع هذا الأسبوع عن أهمية اتخاذ منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة قرار متوازناً حيال مستويات الإنتاج، موضحاً أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد حيال مستويات الإنتاج في العام المقبل أي بعد انتهاء اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري 2018.
وأفاد نوفاك أن روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً وأكبر مشارك مع منظمة أوبك في اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط بواقع 0.6 مليون برميل يومياً، تعتزم توقيع اتفاق مع أوبك حيال مستويات الإنتاج، إلا أن ذلك الأمر سيتم مناقشته خلال اجتماع منظمة أوبك المقبل مع حلفائها في 20 من كانون الأول/ديسمبر المقبل، الأمر الذي جاء ذلك مخالفاً للتقرير التي تطرقت مؤخراً لعزم أوبك وحلفائها خفض الإنتاج بواقع 1.4 مليون برميل يومياً.
وفي سياق أخر، نوه أيضا رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول يوم الاثنين الماضي لكون قيام المنتجين الرئيسين بخفض إنتاج النفط قد يكون له أثار سلبية على الأسواق، داعياً بذلك المنتجين بأن يتحلوا بالقرارات السليمة في هذه الأيام الصعبة، ومضيفاً أن إعفاءات الولايات المتحدة لصادرات إيران النفطية التي فاقت توقعات الأسواق وارتفاع النفطي الصخري الأمريكي أدى لانخفاض الأسعار.
هذا وقد أفادت بيانات وزارة الطاقة الروسية في وقت سابق من الشهر الجاري ارتفاع الإنتاج الروسي من النفط للأعلى له في ثلاثة عقود من الزمان خلال الشهر الماضي إلى مستويات 11.41 مليون برميل يومياً، وجاء ذلك قبل أن نشهد أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مؤخراً ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط بواقع 400 ألف برميل يومياً إلى 11.7 مليون برميل يومياً الأعلى له على الإطلاق.
ونود الإشارة، لكون العقود الآجلة لأسعار النفط تعد حالياً بصدد أطول مسيرات خسائر أسبوعية منذ الربع الثالث من عام 2016 عقب تراجعها الأسبوع الماضي للأسبوع السادس على التوالي وسط تشكك الأسواق في قدرة أوبك على احتواء والحد من فائض العروض النفطي بالتزامن مع تنامي القلق حيال مستويات الطلب عقب تباطؤ وتيرة نمو كبرى الاقتصاديات العالمية مؤخراً وارتفاع مستويات الإنتاج العالمي للنفط لمستويات قياسية.
ويعد أيضا قيام أمريكا بتقديم إعفاءات من عقوباتها الاقتصادية المفروضة على إيران لأكبر مستوردي النفط الإيراني بالإضافة لقوة الدولار مؤخراً من ضمن العمل التي تثقل على أداء الأسعار، ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر يوم الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 2 منصة إلى إجمالي 888 منصة لتعكس أعلى مستوى للمنصات منذ آذار/مارس من عام 2015.