أزمة النفط العالمية

استبعدت صحيفة " وول ستريت جورنال" حدوث انفراجة في أزمة النفط العالمية المتفاقمة ، في ضوء ما وصفته ب"انعدام الإرادة السياسية" لدى بعض الدول المنتجة للمعدن الأسود حول العالم ،التي تحرص على زيادة إنتاجها النفطي عوضا عن تقليصه ، من أجل وضع حد لنزيف تدني الأسعار ، بعدما بلغ أدنى مستوياته في 6 سنوات. 

وشبهت الصحيفة- في سياق تعليق بثته على موقعها الإلكتروني اليوم- تنافس الدول النفطية على ضخ كميات متزايدة من إنتاجها ، بغية الحفاظ على حصصها في سوق النفط ب"حرب الخنادق" ، التي يسعى فيها الجميع إلى الحفاظ على مكاسبه. 

ونقلت الصحيفة عن خبير مختص بشئون الطاقة العالمية لدى شركة "آي إتش إس" قوله" المزاج العام السائد لدى منتجي النفط يتمثل في الحرص على زيادة انتاجهم قدرالإمكان في ظل تدني الأسعار من أجل تعويض خسائرهم المالية "، مضيفا:"في الوقت الذي قد يبدو فيه ذلك التفكير منطقيا على المستوى المصلحة الذاتية ، لكنه تسبب في إحداث ضرر بالغ على مستوى المصلحة العامة ، لنصل إلى ما نحن عليه الأن". 

ولفتت الصحيفة إلى أن شبح الازمة بدأ يطارد العديد من دول العالم بدءا من مصر وأنجولا والجابون ، الذين اضطروا إلى خفض الدعم الحكومي على الوقود ، مرورا بروسيا ، إلى المكسيك وفنزويلا ، حيث تكافح حكومات هذه الدول من أجل مجابهة التراجع المتزايد في عائداتها النفطية ،مشيرة إلى ما جاء على لسان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو " نحن نخوص حربا اقتصادية أمام موجة الانخفاض الحاد في أسعار النفط ، لافتا إلى إنه سعى خلال الفترة الاخيرة إلى الحشد من أجل عقد اجتماع طارىء لأعضاء منطمة الدول المصدرة للنفط "الأوبك " وروسيا بهدف محاولة وضع حلول للازمة الراهنة". 

كما لم تسلم كبرى الشركات العاملة في مجال الطاقة من تداعيات الأزمة ،حيث اضطر بعضها-حسب الصحيفة- إلى وقف العمل بمشاريع المياه العميقة بقيمة 9ر52 مليار دولار كانت من المقدر أن تنتج ما يقارب 8ر2 مليار برميل من النفط ، كما تراجع العديد من هذه الشركات عن قرارها بإقامة مشروعات لاستخراج النفط من الرمال النفطية والتي كان من المفترض أن تسهم في إنتاج 2ر8 مليار برميل. 

ونبهت الصحيفة-في ختام تعليقها - إلى أن سوق النفط يتحضر لاستقبال كميات هائلة من النفط الإيراني بعد رفع العقوبات الغربية عن طهران مما قد يتسبب في إضفاء مزيد من التعقيد على الأوضاع الراهنة وسط المعطيات الأنف ذكرها.

كان سعر الخام الأميركي قد هبط إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في العام 2009 أمس الجمعة ، في ضوء تنامي تخمة المعروض في الولايات المتحدة، وبيانات ضعيفة للإنتاج الصناعي الصيني، ليسجل النفط أطول موجة خسائر أسبوعية في نحو ثلاثة عقود.