نفط

تشهد أسواق النفط الدولية حالة من اختلال الموازين، إذ ترتفع الأسعار في الوقت الذي تعكس الشواهد الاقتصادية ضرورة انخفاضها، وتأتي انخفاضاتها في أكثر فترات السوق اضطراباً، وكأن البوصلة النفطية فقدت اتجاهها. ورغم التطورات المتلاحقة لوتيرة الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تنتج 40% من النفط العالمي، إلإ أن الأسعار تنخفض بشكل يجعل من الصعب التنبؤ باتجاهاتها المستقبلية.

وسجلت أسعار النفط في أغسطس ثاني خسائر شهرية على التوالي مع هبوط برنت 2.8 % مغلقاً عند 10.3.19 دولار والخام الخفيف 2.3 % عند 95.96 متضررة من وفرة في المعروض وضعف في الطلب. وخسر برنت أكثر من 12 % منذ بلغ ذروته في تسعة أشهر في يونيو ليهبط لأدنى مستوى في 14 شهرا الأسبوع الماضي بعدما تسبب ضعف الطلب في تخمة الإمدادات.

لكن عموماً وعلى الرغم من وفرة المعروض العالمي وتوقعات بتسجيل اكبر الدول المستهلكة للخام معدلات تباطؤ بالنمو بما يعني بالضرورة تراجع الطلب على النفط، إلا أن الأسعار مازالت تحافظ على بقائها فوق حاجز الـ100 دولار للبرميل، مستفيدة من ضعف المخزون الأميركي وتصاعد حدة الأحداث السياسية والأمنية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا.

وأظهرت أحدث بيانات عن المخزونات الأميركية انخفاض أكبر من المتوقع بلغ 2.07 مليون برميل، مما ساهم في التغطية على مخاوف تباطؤ النمو في دول أخرى مستهلكة، إذ تعد المخزونات الأميركية أحد أهم المؤشرات للتعرف على آفاق الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم.