برنت عند أدنى مستوى


هبط سعر خام برنت أمس إلى أدنى مستوى له منذ عام 2010 لينزل عن 90 دولاراُ للبرميل ، وتجاوزت نسبة تراجع برنت 20 % منذ يوينو الماضي، وترافق ذلك مع إعلان السعودية زيادة إنتاجها في الشهر الماضي وهو ما عزز التكهنات بنشوب حرب أسعار في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".

وأدى النمو السريع لإنتاج النفط في أمريكا الشمالية وضعف النمو الاقتصادي إلى زيادة التوقعات بأن أوبك ستقرر خفض إنتاجها حين تجتمع في نوفمبر للحد من هبوط الأسعار التي هوت نحو 25 % منذ يونيو.

غير أن السعودية قالت أمس إنها رفعت إنتاجها من الخام بواقع 100 ألف برميل يوميا في سبتمبر وهو ما زاد من الشكوك في أن المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم تستعد لاتخاذ إجراء فردي.

وانخفض سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم نوفمبر 77 سنتا إلى 89.28 دولارا للبرميل بعد تراجعه في وقت سابق إلى 88.11 دولارا وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2010.

وتراجع سعر الخام الأمريكي في عقود نوفمبر 1.30 دولار إلى 84.47 دولارا للبرميل. وسجلت هذه العقود أدنى مستوياتها في الجلسة عند 83.59 دولارا للبرميل وهو أقل مستوى لها منذ يوليو 2012.

تقرير

وقالت أوبك في تقريرها الشهري عن سوق النفط الصادر أمس إن إنتاج الخام زاد في العراق وليبيا رغم ما بهما من أعمال عنف واضطرابات. وزاد إجمالي إنتاج أوبك بواقع 400 ألف برميل إلى 30.47 مليون برميل يوميا.

وأثار خفض إيران لأسعار البيع الرسمية مزيدا من الشكوك بشأن استعداد المنظمة لتقليص إمداداتها في مسعى لإعادة الاستقرار الى الأسعار.

ومن المستبعد اتخاذ أي إجراء قبل اجتماع أوبك في 27 نوفمبر.

وقال تقرير أوبك إن هبوط الأسعار أكثر من 20 دولارا للبرميل منذ نهاية يونيو يعكس ضعف الطلب ووفرة المعروض لكنه اتفق مع رؤية الأعضاء الخليجيين الرئيسيين في المنظمة بقوله إن الطلب في الشتاء سينعش السوق.

وأضاف التقرير الصادر من مقر المنظمة في فيينا «هذه الزيادة في الطلب ستؤدي إلى ارتفاع مشتريات المصافي من الخام ومن ثم تدعم سوق النفط الخام أيضا في الأشهر المقبلة.»

مزيد من الانخفاض

وقال جاري روسي الرئيس التنفيذي لمجموعة بيرا الأمريكية لاستشارات الطاقة إن من المتوقع أن تشهد أسعار النفط العالمية مزيدا من الانخفاض لتواصل مسارا نزوليا مستمرا منذ شهر مع توقعات بأن السعودية من غير المرجح أن تحدث تخفيضات كبيرة في إنتاجها لمحو فائض متزايد في الإمدادات.

وأبلغ روس رويترز في مقابلة انه رغم وجود علامات ضعيفة على تحسن العوامل الأساسية في بعض أسواق البيع الحاضر إلا ان أي صعود لأسعار الخام قبل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 27 نوفمبر سيكون قصير الأمد حيث تواجه المنظمة صعوبات لإعادة التوازن إلى السوق العالمية للنفط والتي تتجه صوب فائض يتراوح من مليون الى 1.5 مليون برميل يوميا في العام القادم.

وقال ان هناك وفرة في المعروض في السوق وهو ما يدفع الأسعار للانخفاض لكنه امتنع عن تحديد السعر الذي يمكن أن يعيد التوازن إلى السوق. واضاف قائلا «من الواضح أن 100 دولار للبرميل سعر مرتفع للغاية بل ان الأسعار الحالية مرتفعة جدا.»

تراجع

ومنذ يونيو الماضي تراجع خام القياس العالمي مزيج برنت بأكثر من 20 % أو حوالي 25 دولارا للبرميل مسجلا أدنى مستوياته منذ 2012 مع تنامي وفرة الخام في حوض الأطلسي وتباطؤ نمو الطلب.

وتأتي تعليقات روس قبل أحد أهم اجتماعات أوبك في أعوام. ورغم تنامي إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة بشكل مطرد على مدى سنوات إلا أن أحداثا متعاقبة من الحرب في ليبيا إلى العقوبات على إيران اعطت بشكل دائم دعما للأسعار. وقال روس «أوبك محظوظة لقد تم استيعاب 3.5 ملايين برميل يوميا من إنتاج النفط الصخري بسبب الاضطرابات. لكن يبدو أن الحظ سيتخلى عنهم.»

وبينما يتحدث بعض أعضاء أوبك عن الحاجة الي تقليص الإنتاج ودعم الأسعار فإن السعودية خفضت أسعار صادرات نفطها للحفاظ على حصتها في السوق.

وقال روس إن أوبك التي لم تخفض إنتاجها منذ ما بعد الأزمة المالية في 2008 بقليل ستحاول الإتفاق على خفض كبير في الإنتاج لكن من غير المرجح بشكل كبير أن تنجح في ذلك وبصفة خاصة مع قيام بعض الدول الأعضاء بالفعل بضخ كميات تقل كثيرا عن طاقتها الإنتاجية بينما تواجه دول أخرى ضغوطا على ميزانياتها.

خط انابيب

من ناحية أخرى قالت شركة الصين الوطنية للبترول إنه قد صدرت الموافقة على تصميمات وخطط بناء المسار الشرقي لخط انابيب الغاز الطبيعي الصيني الروسي.

وأضافت الشركة إن الجزء الصيني من خط الانابيب يبدأ من مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرق البلاد وينتهي عند حاضرة شانغهاي في الشرق.

خام عمان

أعلنت بورصة دبي للطاقة، البورصة الدولية الأولى في منطقة الشرق الأوسط لعقود الطاقة الآجلة والسلع، عن تراجع ملحوظ آخر في سعر تسوية العقد الآجل لخام عمان حيث وصل أمس إلى ما دون 90 دولاراً أميركياً للبرميل الواحد للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.

وكان تداول العقد الآجل لخام عمان تسليم ديسمبر قد سجل أقل سعر أمس ليصل إلى ما دون 87.85 دولاراً أمريكياً للبرميل الواحد قبل استقراره على سعر 88.32 دولاراً أمريكياً للبرميل الواحد، وتم تداول ما يزيد عن 2,323,000 برميل خلال فترة تسوية العقود.

وكان سعر تداول العقد الآجل لخام عمان قد سبق وأن تراجع إلى ما دون 90 دولاراً أمريكياً للبرميل الواحد لمدة يومين خلال شهر يونيو من العام 2012، غير أنه كان قد تراجع لآخر مرة إلى ما دون هذا السعر خلال الجزء الأخير من العام 2010.

ومن الجدير بالذكر أن حكومتي عمان ودبي تعتمدان على مؤشر بورصة دبي للطاقة كمعيار لتسعير صادراتها من النفط الخام. وقال كريستوفر فيكس، الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للطاقة: «مع ارتفاع وتيرة التحديات التي تواجهها سوق النفط، فقد باتت إدارة المخاطر ووضع معيار شفاف للتسعير أكثر أهمية من أي وقت مضى».دبي- البيان