كوالالمبور _ أ ف ب
استقرت العقود الآجلة لمزيج برنت فوق 91 دولاراً للبرميل أمس، بعد تعافيها من أقل مستوى في 27 شهراً، الذي بلغته الجلسة السابقة مع ضعف الدولار، وسط احتمالات بأن يرجئ البنك المركزي الأميركي رفع أسعار الفائدة، فيما أدى هبوط أسعار «برنت» خلال الأيام الماضية لفتح شهية الصين، والتي سعت لشراء كميات كبيرة من الخام.
وتلقت الأسعار دعماً من توقعات بزيادة الطلب على النفط في نهاية الشهر، بالرغم من ارتفاع مخزونات النفط الأميركية بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.
وأظهرت محاضر اجتماع لجنة السياسات النقدية في مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي)، دلائل على أن المخاوف من تأثير قوة الدولار على الاقتصاد قد ترجئ أي قرار بشأن أسعار الفائدة.
وخلال التعاملات زاد سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم نوفمبر 15 سنتاً إلى 91.53 دولاراً للبرميل. وكان برنت قد سجل 90.57 دولاراً أمس الأول، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2012، قبل أن يتعافى ويغلق على 91.38 دولاراً للبرميل.
وارتفع سعر الخام الأميركي في عقود نوفمبر 27 سنتاً إلى 87.58 دولاراً للبرميل، بعد أن أنهى الجلسة السابقة منخفضاً 1.54 دولار. وكان الخام الأميركي قد سجل يوم الأربعاء أقل مستوى منذ أبريل 2013 عند 86.83 دولاراً.
صفقات الصين
وأدى هبوط أسعار النفط العالمية بنسبة 20 % إلى زيادة إقبال الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، على شراء الخام، حيث اشترت بتروتشاينا أكثر من 6 ملايين برميل في أسبوع.
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة، تأثرت أسعار النفط سلباً بوفرة معروض الخام، وانخفاض النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا، ووصل سعر مزيج برنت هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياته في أكثر من عامين.
غير أن الأسعار ربما وصلت إلى مستوى يراه مستهلكون مثل الصين، ثاني أكبر مستورد للنفط بعد الولايات المتحدة، جذاباً لشراء المزيد من الخام.
واشترت تشاينا أويل، التابعة لشركة بتروتشاينا المملوكة للدولة، ما يعادل 13 شحنة، حجم كل منها 500 ألف برميل من نفط الشرق الأوسط العالي الكبريت، خلال خمسة أيام تداول فقط هذا الشهر.
وقال جوردون كوان رئيس وحدة أبحاث الطاقة الإقليمية لدى نومورا «في ظل الاقتصاد الصيني المتباطئ، لا يوجد سبب للإقبال القوي على شراء النفط أمس، سوى أن تشاينا أويل تشتري مزيداً من المخزونات الاستراتيجية للدولة بأسعار متدنية».
الأسعار الموسمية
وأضاف «يأتي هذا أيضاً للتحوط من مخاطر التعافي المحتمل لأسعار النفط الموسمية هذا الشتاء، وقبل الإعلان المحتمل عن خفض الإنتاج أثناء اجتماع أوبك المقبل».
قال تجار إن الإقبال القوي على الشراء قد يكون ناجماً أيضاً عن ارتفاع الطلب على الخام العالي الكبريت، بعد انتهاء مصفاة بتروتشاينا في منطقة قوانغشي في جنوب غربي الصين من أعمال تجديد.
وارتفعت واردات الصين من الخام 8.4 % في الأشهر الثمانية الأولى من العام، مقارنة مع نفس الفترة من 2013، مع دخول مصافي وصهاريج جديدة لتخزين الاحتياطيات الاستراتيجية حيز التشغيل.
inShare