صنعاء – سبأ
شهدت أسعار النفط الخام خلال الشهر الماضي، تراجعاً ملحوظاً إلى أدنى مستوى في 17 شهرا بفعل وفرة الإمدادات وقلت الطلب وضعف النمو الاقتصادي وسط توقعات باستمرار تباطؤ نمو الطلب العالمي .
وتراجع خام برنت إلى أدنى مستوى في 17 شهرا إلى 97.34 دولار للبرميل أمس الخميس مواصلا خسائره للجلسة السادسة على التوالي ،وفي وقت سابق سجل 97.10 دولار وهو أضعف سعر له منذ 18 ابريل 2013،بينما هبط الخام الأمريكي 60 سنتا إلى 91.07 دولار للبرميل.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها أن نمو الطلب العالمي على النفط الخام سيستمر على الأرجح في التراجع بعدما سجل تباطؤا واضحاً خلال الربع الثاني من العام الجاري بفعل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وقالت الوكالة إن التباطؤ الاقتصادي العالمي ولاسيما في الصين وأوروبا يكبح الطلب على النفط بشكل حاد في وقت يشهد نموا مطردا في الإمدادات وبخاصة من أمريكا الشمالية.
وذكرت الوكالة في تقريرها لها ان حجم الطلب على النفط خلال العام الجاري سيرتفع بمقدار 9ر0 مليون برميل يوميا ليصل الى 6ر92 مليون برميل يوميا.
كما توقعت ان يبلغ نمو الطلب على النفط خلال العام المقبل 2ر1 مليون برميل يوميا ليصل اجمالي حجم الطالب العالمي في ذلك العام الى 8ر93 مليون برميل يوميا.
واشارت الى ان الامدادات العالمية تراجعت بمقدار 400 ألف برميل يوميا خلال الشهر الماضي لتبلغ 9ر92 مليون برميل يوميا ما يرجع بشكل رئيسي لانخفاض الانتاج في الدول غير الاعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الا ان مستويات الامداد مازالت مرتفعة عن نظيرتها قبل عام بمقدار 810 آلاف برميل يوميا.
وبحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية فان انتاج الدول غير الاعضاء بمنظمة (اوبك)سيرتفع خلال العام الجاري بمقدار 6ر1 مليون برميل يوميا ثم بمقدار 3ر1 مليون برميل يوميا ليصل الى 6ر57 مليون برميل يوميا خلال العام المقبل.
ويعني هذا تراجع الحاجة إلى نفط أوبك وقالت الوكالة إنها خفضت تقديراتها للطلب على خام أوبك ومخزوناتها لعام 2015 بمقدار 300 ألف برميل يوميا إلى 29.6 مليون برميل يوميا... مشيرة الى ان انتاج منظمة (اوبك) تراجع بمقدار 130 ألف برميل يوميا خلال اغسطس الماضي.
ويثير تراجع الأسعار مخاوف مالية لدى بعض دول أوبك، ي وقت قالت فيه بعض الدول كالسعودية والكويت إنها غير قلقلة من تراجع سعر خام برنت.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن الأسعار الحالية ترضي الأعضاء الرئيسيين من الدول الخليجية في أوبك لكنها تقل عن المستويات التي يحتاجها أعضاء آخرون لتحقيق التوازن في ميزانياتها ومن بينهم إيران والجزائر والعراق.
في هذا الإطار اكد وزير النفط الكويتي على العمير إن الإنخفاض الحالي في أسعار النفط كان متوقعا وليس كبيرا نتيجة كثرة الانتاج خاصة في الولايات المتحدة
وقال العمير في تصريحات صحفية أمس الخميس على هامش اجتماع وزراء النفط لدول مجلس التعاون الخليجي إن الهبوط الحالي "لازلنا نعتقد أن أسعار النفط في الوقت الحالي مستقرة رغم الهبوط القليل ،متوقعا ارتفاع الاسعار مجددا ، نتيجة قدوم موسم الشتاء والحاجة للطاقة من جديد في كافة الدول.
وأكد العمير أن المستويات الحالية لا تدعو إلى عقد إجتماع طارئ لمنظمة أوبك. وقال "إلى الآن مطمئنين أن الأسعار لم تنخفض الانخفاض الذي يجعلنا في نوع من الدعوة لمؤتمرات طارئة أو غير ذلك.
من جانبه هون وزير البترول السعودي علي النعيمي في تصريحات له أمس الخميس من المخاوف التي أثارها هبوط أسعار النفط مؤخرا دون مستوى 100 دولار للبرميل.
وأشار الى ان هذه ليست أول مرة تتغير فيها الأسعار فهي دائمة التغير وصفا هذا الانخفاض بإنها عملية ديناميكية.
وكانت السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم ابلغت منظمة أوبك أنها خفضت إنتاجها من الخام في أغسطس بمقدار 400 ألف برميل يوميا وذلك بالتزامن مع تراجع الأسعار دون مستوى 100 دولار للبرميل .
وقالت منظمة البلدان المصدرة للنفط في تقرير لها إن السعودية أبلغتها تخفيض انتاجها الى 9.597 مليون برميل يوميا في أغسطس مقارنة بـ 10.005 مليون برميل يوميا في يوليو .
وقامت الوكالة بتخفيض توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2014 وذلك للشهر الثالث على التوالي وقلصت أيضا تقديرها للطلب على إنتاج الدول الأعضاء.كما قلصت توقعها للعام القادم بواقع 20 ألف برميل يوميا.
ولم يتمكن تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية من دعم الأسعار بسبب ارتفاع الدولار الذي يجعل السلع الأولية المسعرة بالعملة الأميركية أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
ويتوقع الخبراء ان يستمر التراجع في اسعار نفط خام برنت إلى حوالي 95 دولار نتيجة لان الطلب في الولايات المتحدة التي يواصل اقتصادها توسعه لا يرتفع ارتفاعا كبيرا بالإضافة الى القلق المتزايد من ضعف الطلب العالمي .
لكن منظمة أوبك قالت الأربعاء إن انخفاض سعر النفط في الفترة الأخيرة يرجع إلى ارتفاع المعروض وتباطؤ الطلب الصيفي وتوقعت ارتفاع الأسعار مجددا والمحافظة على مستوى 100 دولار للبرميل.
وتسبب طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة تضخما في الإمدادات العالمية. وفي أوبك زاد الإنتاج الليبي واستمر تدفق معظم الصادرات العراقية رغم الصراعات الدائرة في البلدين بينما ارتفع إنتاج نيجيريا وإيران.