واشنطن - مصر اليوم
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، ممثلة بوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة داربا DARPA، وهي مركز أبحاث البنتاغون الذي وضع الأساس لشبكة الإنترنت وطائرات التخفي والسيارات ذاتية القيادة، عن استثمار بقيمة 2 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الخمس المقبلة، وجاء الإعلان خلال ندوة استضافتها الوكالة لمدة ثلاثة أيام احتفالًا بالذكرى السنوية الستين لتأسيسها، وقد تضمنت الأحداث البارزة في هذا الندوة مناقشة بعض أكثر المشاريع إثارة للدهشة التي تعمل الوكالة عليها في الوقت الحالي.
وقال جون ايفرت John Everett، نائب مدير مكتب ابتكار المعلومات في داربا DARPA: “نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لدخول حقل الذكاء الاصطناعي، ونعتقد أنه بإمكاننا تسريع عقدين من التقدم في خمس سنوات”.
وأوضح جريجوري آلين Gregory Allen، زميل مساعد في برنامج التكنولوجيا والأمن القومي ضمن مركز الأمن الأمريكي الجديد، أن هذا الإعلان يمثل أول إشارة إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة بالمقياس والتمويل والجدية التي تتطلبها هذه القضية، وأضاف “لقد رأينا الصين مستعدة لتخصيص مليارات لهذه القضية، وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بنفس الشيء”.
ويعد الذكاء الاصطناعي، والذي يتيح للآلات أداء المهام التي يقوم بها البشر عادةً، بمثابة موضوع عصري في دوائر التكنولوجيا والأعمال، حيث ساهمت جوجل على سبيل المثال في إثارة الكثير من الحديث عندما أظهرت كيف يمكن لنظام دوبلكس Google Duplex للذكاء الاصطناعي أن يتصل بمطعم وأن يحجز مستخدمًا صوتًا بشريًا تمامًا.
وقد ألهمت الاختراقات التي حدثت في العقد الماضي الشركات لتوظيف مواهب الذكاء الاصطناعي بعيداً عن الأوساط الأكاديمية، حيث أصبحت الآلات الآن أكثر دقة في التعرف على الكلام وفهم الصور ومعالجة الكلمات، مما أدى إلى ظهور منتجات مثل المساعدات الرقمية الصوتية والسيارات ذاتية القيادة.
وتعتمد الشركات الأكبر والأكثر ابتكارً على الذكاء الاصطناعي لتبقى متقدمة على المنافسين، وعلى سبيل المثال فقد تمكنت سيارات شركة Waymo ذاتية القيادة من السير لمسافة 9 ملايين ميل على الطرق الأمريكية بفضل الذكاء الاصطناعي.
وتعطي الحكومات الوطنية مثل كندا والصين والهند وفرنسا الأولوية للذكاء الاصطناعي أيضًا، حيث ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي على أنه ضروري لنمو اقتصاداتهم في القرن الواحد والعشرين، وتتمثل أبرز خطوة في هذا الاتجاه إعلان الصين أنها تريد أن تكون رائدة على مستوى العالم في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
ويركز استثمار داربا DARPA الجديد على إنشاء أنظمة ذات حس عام ووعي سياقي وكفاءة أفضل، بحيث يمكن أن تساعد التطورات في هذا المجال الحكومة على أتمتة التصاريح الأمنية واعتماد أنظمة البرمجيات والحد من احتياجات الطاقة للأجهزة العسكرية وجعل نظم الذكاء الاصطناعي قادرة على تفسير نفسها بنفسها، مما يسمح للأفراد بالحصول على فهم أفضل للأنظمة التي يستخدمونها.
ويعاني مجال الذكاء الاصطناعي من مشكلة تضخيم قدراته، إذ يعتمد التعلم الآلي على الخوارزميات التي تتعلم من مجموعات البيانات الضخمة، وتتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان استخدام أعداد كبيرة من رقاقات الحواسيب من أجل عملية معالجة البيانات لمدة تستمر لأسابيع قبل أن تتعلم شيئًا ما.
وقال جون ايفرت: “التعلم الآلي غير فعال بشكل ملحوظ، حيث يمكن لهذه التقنية أن تفعل أشياء مذهلة، ولكن الأمور التي لا يمكنها القيام بها جديرة بالملاحظة أيضًا”، وأضاف أن هناك حاجة إلى موجة جديدة من الذكاء الاصطناعي لدعم روبوتات المنزل المتطورة.
وترغب DARPA في تبني أساليب ذكاء اصطناعي مشابهة للطريقة التي يتعلم بها البشر، وقال جون إن الوكالة لن تتوقف عن استثمار المزيد من الأموال في تطوير الذكاء الاصطناعي في حال حصلنا على نتائج إيجابية مهمة وكانت ذات صلة بالجيش والأمن القومي.