نيويورك ـ مصر اليوم
يشكك العديد من الناس في وجود الكائنات الفضائية من الأساس، ويجزم بأنها ليست موجودة، وأنها ليست سوى خرافات في أفلام هوليوود التجارية التي تطمح لتحقيق المزيد من الأرباح، بينما هناك البعض الذي يؤمن بوجودها فعلًا، ويصدق تمامًا أن هذه الكائنات حقيقية بالفعل.
ربما سيظل الطرفان على هذا المنوال من الشد والجذب حتى تتواجد واقعة حقيقة تنفي أو تؤكد الأمر، وهو ما حدث منذ أعوام، إلا أن قليلًا من الناس يعلم ذلك، حيث تم كشف الأمر برمته في حادثة شهيرة تدعى "حادثة روزويل".
ما هي حادثة روزويل؟
روزيل في الأساس هي مدينة صغيرة تقع في ولاية نيو مكسيسكو الأميركية، والتي كانت قد شهدت أشهر الحوادث المتعلقة بالأطباق الطائرة على الإطلاق، ويقول الكثيرون أنها حادثة تتحدى كل من يرفض فكرة وجود كائنات عاقلة تعيش على كواكب أخرى.
بداية الحادثة
في يوليو 1947 استيقظ أهالي مدينة "روزويل" على صوت دوي هائل, وشاهد الجميع بعدها بلحظات نيرانًا ترتفع بالأفق, تحديدًا بالقرب من أحد المزارع الكبيرة لتربية الماشية, وسرعان ما سيطرت قوات الجيش الأميركي على المنطقة، ومنعت الاقتراب عند موقع الانفجار, وتم اتخاذ تدابير أمنية صارمة.
بعدها صدر أمرًا بحظر التجوال في معظم أنحاء المدينة, وأعلن قائد فرقة الجيش بأن رجاله سيقومون بإطلاق النار دون سابق إنذار على كل من يغادر منزله قبل فترة الحظر وسط دهشة الناس وذهولهم لما يحدث في مدينتهم الصغيرة, وعلى الرغم من كل هذا الحرص, ادعى عشرات من سكان المدينة القرويين القريبين من مزرعة الماشية رؤية طبق طائر واضح المعالم تحطم جزء من أحد أطرافه جراء الارتطام.
وبعد ساعات شوهدت سيارات النقل الضخمة في طريقها للخروج من المدينة، وهي تحمل أشياء أخفيت في عناية بالغة تحت أغطية سميكة, لتنتهي فترة حظر التجول المفروضة في المدينة, ويقتصر الحظر على منطقة سقوط الطبق الطائر, والتي اكتظت بالخبراء لأيام عديدة.
تصريحات متضاربة
بعد وقوع الحادثة بساعات، وفي صباح اليوم التالي ذكرت جريدة روزويل الرسمية في عنوانها الرئيسي تصريح أحد الضباط المسؤوليين عن عملية نقل الطبق الطائر, وكان التصريح يقول "سلاح الطيران الأميركي يأسر طبقًا طائرًا في مزرعة لتربية الماشية".
وانتشر الخبر بشكل كبير حول اكتشاف طبق طائر، في الولايات المتحدة الأميركية، وسبب للجميع صدمة كبيرة، وخاصة بعد تداول أنباء عن تواجد بعض الجثث لكائنات فضائية صغيرة الحجم، والمثير في الأمر أنه بعد أيام تبدلت الرواية بشكل كبير، وتضاربت تصريحات الجيش، حيث قالت جهات رسمية عسكرية أميركية، إن ما سقط لم يكن طبقًا طائرًا ولا يوجد أي كائنات فضائية، مشيرة إلى أن ما سقط كان منطادًا حديثًا لدراسة الطقس!!، وقامت وسائل الإعلام الأميركية بعرض صورًا لحطام ذلك المنطاد, ولم يصدق أحد بالطبع هذا البيان الذي أثار إستغراب الناس لسخافته وعدم منطقيته.
وبعد أعوام عديدة، قام كاتب صحافي كبير اسمه تشارلز بيرلتز، بالبحث وعمل تحقيق خاص، توصل من خلاله إلى الحقيقة الغائبة، ونشرها في كتاب حمل اسم "واقعة روزويل"، الذي حقق أعلى المبيعات عام 1980، والذي كشف فيه كل ما يتعلق بتلك الحادثة، إذ ذكر تشارلز في كتابه أن الذي سقط في مدينة روزويل كان طبقًا طائرًا يحوي جثث بعض المخلوقات التي كانت ترتاده والتي لقيت حتفها جراء السقوط.
وأوضح بيرلتز، أنه احتفظت به المخابرات المركزية في معاملها، إلا أنه لقي حتفه بعد فترة قصيرة لأسباب مجهولة، واتهم الصحافي تشارلز المخابرات الأميركية باحتفاظها بجثتين من تلك المخلوقات الفضائية في المنطقة العسكرية التي تحمل اسم "المنطقة 51" بغرض دراستهما، وكانت هذه هي المره الأولى التي يشار فيها إلى الجثث التي تم العثور عليها داخل ذلك الطبق الطائر، ولم يكن هذا كل شيء، فقد طلب تشارلز المسؤولين بإطلاع الناس على تفاصيل تلك الحادثة.
فيديو مسرب وضجة كبيرة
ولم يهدأ الأمر، حيث أنه في مارس من عام 1995 أعلن طيار أميركي متقاعد يتجاوز عمره الثمانين عامًا اسمه "راي سانتيلي"، أنه يملك مقطع فيديو يحتوي على تفاصيل مذهلة لعملية تشريح كاملة ودقيقة لأحد المخلوقات الفضائية التي كانت على متن الطبق الطائر الذي سقط في روزويل، وقال إن شخصًا يدعى "جاك بارنيت" هو من قام بتصوير هذا الفيلم بناء على أمر من الحكومة الأميركية في ذلك الوقت, وأنه -راي سانتيلي- يعتقد أن الوقت حان كي ينشر الفيلم خشية أن يباغته الموت دون أن يعلم الناس ما حدث في روزويل .
وكالنار في الهشيم انتشر هذا الفيلم، حيث تم عرضه في أغلب الفضائيات الأميركية وقتها, وشاهده الملايين في مختلف أنحاء العالم وسط موجة هائلة من الذهول, إلا أنه وفي المقايل كان هناك عدد كبير جدًا أيضًا من المشككين الذين سخروا من الفيلم واتهموا "راي سانتيلي" بأنه قام بصنعه للشهرة الإعلامية,أو لأي غاية أخرى, لا سيما أنه لم يستطع أحد العثور على "جاك بارنيت" مصور ذلك الفيلم، ولا يعلم أحد إن كان هناك فعلًا شخصًا بهذا الاسم, إذ لم تجد القوات الجوية الأميركية هذا الاسم في سجلاتها إطلاقًا.
الفيديو بين الحقيقة والخدعة
بعد التشكيك الكبير في حقيقة الفيلم، كان من الطبيعي أن يتدخل الخبراء، ليكشفوا ما إذا كان بالفعل حقيقي أم أنه..