موسكو ـ أ.ف.ب
الفضاء الخارجي يحمل تهديدات عديدة من نفايات فضائية وأجرام سماوية، ولكن ماذا عن استخدام الوسائل التقليدية للدفاع عن النفس في الفضاء مثل المسدس؟ هل يشكل الفضاء مشكلة في إطلاق الرصاص؟
بشكل عام فراغ الفضاء الخارجي(انعدام الجاذبية) لن يمثل مشكلة نهائيا من حيث اطلاق الرصاص، فالبنادق والمدافع والمسدسات لا تحتاج من الناحية الفنية للأكسجين حتى تعمل، أما عن البارود أو أي مادة متفجرة أخرى فهي جميعها من النوع المكتفي ذاتيا، أي لا يتوقف انفجارها على الغلاف الجوي المحيط بها، فهذه المواد تحتوي على مؤكسد مختلط مع وقود، وقادر تماما على الانفجار في الفراغ دون وجود الهواء الجوي.
بل إنه في الواقع، فإن البندقية أو المسدس ستعمل على نحو أفضل في الفضاء الكوني ، لأن الرصاصة لا تواجه ضغط الهواء فور خروجها من ماسورة البندقية أو المسدس.
ولأنه ليس هناك هواء لإبطاء الرصاصة أثناء انتقالها في الفراغ، فإن مسار الطلقة سيكون لانهاية له، وبطبيعة الحال، سينحني المسار بشكل ما في النهاية، لأن الرصاصة ستأخذ مدارا في الفضاء الخارجي يختلف عن مدار المسدس الذي انطلقت منه.
على سبيل المثال، تسير محطة الفضاء الدولية بسرعة مدارية تقارب 17 ألف ميل في الساعة، أي 7600 متر في الثانية الواحدة، بينما تتراوح سرعات طلقات الرصاص بين 120 إلى حوالي 1200 متر في الثانية الواحدة، وهذا يتوقف على قوة البندقية أو المسدس، ولذلك، فإن مدار الرصاصة سيختلف حتما عن مدار رائد الفضاء الذي أطلقها.
وحسب القانون الثالث لنيوتن فإن القوة المطبقة على الرصاصة سوف تولد قوة أخرى معاكسة لها في الإتجاه و مساوية في القوة، و بما أن شخصا ما سيكون حامل المسدس بيده، فسوف تدفعه قوة إطلاق الرصاصة إلى الوراء، فإذا أطلقت الرصاصة بسرعة 1000 متر في الثانية، فسوف يتراجع الشخص إلى الوراء بضع سنتيمترات كل ثانية، لأن وزن الشخص أثقل بكثير من وزن الرصاصة.
وعند الإطلاق ستستمر الرصاصة بالتحرك الى الأمام إلى الأبد، حيث ستصبح غير قابلة للتوقف ، وسيتراجع مطلق الرصاصة بنفس سرعته أيضا إلى الوراء الى الأبد.