القاهرة - مصر اليوم
الحياة الزوجية حيرت الكثير من العلماء والباحثين فكتبوا فيها الكثير وتناولوا تفاصيلها بكل دقة ، ليقفوا علي أسباب الفشل والنجاح وليبحثوا في العوامل التي قد تؤدي إلى فشل الزواج، والأسباب التي تدعم التواصل بين الطرفين، وقد كانت وما زالت الكثير من الدراسات والأبحاث تجري لمعرفة أطوار العلاقة بين الزوجين وما قد يعتريها من تغيير ، فالبعض يرى أن بقاء الرجل في المنزل سبب الفشل، وبينما ترجع دراسات اخري أسباب الفشل إلى نوعية الطعام، ترى دراسات أخرى أن الأفلام الرومانسية هي سبب فشل الزوجين، وفي كل الأحوال يحمل المجتمع المرأة المسئولية الكاملة عن فشل الزواج . الزوج ليس مطالبًا بتحمل أي عبء وهو ما تؤكده الرأي الدكتورة مديحة الصفتي أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية قائلة لابد وأن نتفهم أولاً أن المجتمعات الغربية هي أيضا مجتمعات ذكورية ولهم نفس المفاهيم الظالمة للمرأة وأن كانت الأمور لدينا في المجتمعات الشرقية أكثر وطأة، لكن الكل متفق على عدم المساواة حتى اذا تفاوتت الدرجات من مجتمع لأخر، فالحقيقة ان النساء يتحملن بالفعل عبء نجاح أو فشل أي زواج القول إن المسئولية تقع على عاتق الذكور والإناث أمر منطقي جدًا لأن الزواج علاقة مثله مثل غيره من العلاقات يجب أن يتحمل جميع الأطراف مسئوليتها ويعملوا جميعًا من أجل نجاحها وهو الأمر الذي يرفضه بعض الرجال في العالم ومعظم الرجال في مجتمعنا ففي المجتمعات الشرقية بصفة خاصة يعتبر الكثيرون الطلاق على سبيل المثال خطأ المرأة مهما تعرضت هذه المرأة للظلم، لذلك فإن نظرة المجتمع للمطلقة مازالت ظالمة وكثير من النساء لا يلجأن له خوفا من تحميلهن مسئولية فشل الزواج كذلك نجد أن الجميع رجال كانوا أو نساء يدافعون عن أخطاء الرجل ويتهمون الزوجة إذا لم تتحمل عيوب الرجل وأخطاءه وأحياناً نزواته، ومازلنا في مجتمعاتنا نطالب الزوجة بالصفح عن الزوج أو تحمل خيانته بدعوى الحفاظ علي البيت والأبناء في حين أن الزوج ليس مطالبا بتحمل أي عيب شخصي لزوجته أو طباع مختلفة عنه وإنما مطلوب منها أن تتأقلم مع ميوله وتغير من طباعها وعاداتها بما يتناسب مع رغباته، ويحدث نفس الشيء في حالة عدم الإنجاب حيث تتجه أصابع الاتهام إلى الزوجة أولاً قبل إجراء أي فحوصات طبية والأمثلة على مثل هذه التفرقة في المعاملة كثيرة حتى وان كانت مسئولية الرجل عنها واضحة تماماً يرجع السبب في ذلك إلى أن المعتقدات المتوارثة من الفكر الذكوري للمجتمع مازالت تتحكم في النظرة الموجهة لكل من الرجل والمرأة ومؤسسة الزواج نفسها. وتضيف دكتورة مديحة الصفتي قائلة إن تصحيح هذا المعتقد كما تحدث الكتاب يحتاج إلى التوعية المستمرة لكلا الجنسين، لأن تغيير مفاهيم المجتمع أو ترسيخ أي فكر جديد لا يعتمد على طرف دون الآخر وإنما يحتاج إلى توعية المرأة والرجل والتدرج في تغير شكل العلاقة بينهما, وإذا كان هناك بعض التحسن طرأ علي هذه العلاقة إلا أنه غير كاف كما أو كيفا ،ولكنه يدل على بعض التقدم الذي ينبئ بتطور سوف يحدث مع مرور الزمن لان المعتقدات الراسخة في ذهن المجتمع تحتاج لفترات طويلة حتي يمكن ملاحظة أي تغير حقيقي.. لذلك ننصح الرجل بالتعامل مع علاقته بزوجته بشيء من المنطق والعقلانية والعدل بدلا من التسليم بأفكار ظالمة لها تهدر حقوقها وتؤذي مشاعرها. من جهة أخرى يرجع البعض فشل الزواج إلى كثرة مشاهدة الزوجين للأفلام الرومانسية الأمر الذي يؤدي بهم إلى توقع المزيد من الإيجابيات في علاقتهم الزوجية حسب دراسة اسكتلندية أجريت في جامعة Heriot Watt وأشارت الدراسة التي نشرتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية وأجراها فريق مختص في دراسة العلاقات الزوجية على 40 فيلما رومانسيًا، صدرت في هوليوود بين عامي 1995 و2005، إلى أن العديد من المشاكل التي يشكو منها الأزواج في جلسات الاستشارة الزوجية، تتماشى مع المشاكل التي تطرحها هذه الأفلام. وغالباً ما تتمحور هذه النوعية من الأفلام ، حول العلاقة المثالية بين الرجل والمرأة، اللذين يظهران على درجة عإلية من التفاهم ربما عبر إشارة أو إيماءة معينة. ويقول الدكتور بإيران هولمز من فريق الجامعة، أن "الاستشاريين عادة ما يتلقون شكاوى من الأزواج بسبب سوء فهمهم لبعض، ويكون السبب عادة لاعتقادهم بأن الحب الحقيقي قادر على جعل الشريك يفهم ما يريده الآخر، من دون الحاجة إلى الطلب منه أو منها".