المستشارة انجيلا ميركل ودونالد ترامب

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أمس الإثنين، إن استجابة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، على تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن حزب الناتو والاتحاد الأوروبي وإشادته بخروج بريطانيا، كانت مقتضبة لكنها حازمة.

وأشارت ميركل إلى أن مصير الأوروبيين يبقى "في أيديهم"، مضيفة: "أنا شخصيًا انتظر تنصيب الرئيس الأميركي، وبعد ذلك سنعمل معه على جميع المستويات، هو عرض الآن، مرة أخرى، موقفه، وهو الموقف المعروف منذ فترة، ومواقفي هي أيضا معروفة".

ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي، أمس الإثنين، إن الاتحاد الأوروبي ليس بحاجة "لنصائح خارجية تخبره بما عليه فعله"، مؤكدًا أن "أوروبا ستكون دائمًا على استعداد لمواصلة التعاون بين ضفتي الأطلسي، لكنها ستتحرك وفق مصالحها وقيمها".

وكان ترامب قد صرح، الأحد، في مقابلة مع صحيفتي "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية، إن حلف شمال الأطلسي "منظمة هامة لكن الزمن عفى عليها"، موضحًا أن الناتو لم يعمل على حل قضية التطرف، بحسب تعبيره.

وقال ترامب: "تحدثت سابقًا عن وجود مشكلات لدى حلف الناتو، والمشكلة رقم واحد تكمن في أن الحلف منظمة عفي عليها الزمن، فقد أسست قبل زمن طويل، ولم تهتم بالإرهاب، والمشكلة رقم اثنان تتمثل بأن الدول "الأعضاء في الناتو" لا تنفق ما يجب عليها أن تنفقه".

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أن الناتو تلقى "بقلق" تصريحات ترامب، وقال: "لم أتحدث اليوم مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فحسب، بل مع وزراء خارجية الأطلسي، وأستطيع القول إن الدلائل تشير إلى أن حدة التوتر لن تخف".

وكان ترامب قد وصف استراتيجية ميركل "بالمضللة" لأنها سمحت لمليون مهاجر غير شرعي بالتدفق على بلادها، مما رفع درجة الخطر الإرهابي في البلاد، مشيرًا إلى أنها ارتكبت "خطاً كارثيًا" وأن الاتحاد الأوروبي أصبح "عربة لألمانيا" وتوقع أن يصوت مزيد من أعضاء الاتحاد الأوروبي على الانسحاب منه كما فعلت بريطانيا في يونيو.

وتابع ترامب قائلا "ولا يعرف أحد حتى من أين جاءوا، لذلك أعتقد أنها ارتكبت خطئًا كارثيًا وسيئًا للغاية"، وأضاف أنه يحمل "احترامًا كبيرًا" لميركل وأنه لا يزال يرى أنها واحدة من أهم قادة العالم.

وفي نفس المقابلة، حذر ترامب شركات السيارات الألمانية من أنه سيفرض رسوما 35% على السيارات التي تدخل السوق الأمريكية، منتقدًا بي.ام. دبليو ودايملر وفولكسفاغن لأنها لا تنتج عددًا أكبر من السيارات في الولايات المتحدة.

وأشارت الشركات الألمانية الثلاث التي تستثمر على نطاق واسع في المكسيك إلى أنها تصنع في الولايات المتحدة أيضا.

وقال ماتياس فيزمان رئيس اتحاد مصنعي السيارات في ألمانيا إن شركات السيارات الألمانية رفعت إنتاج السيارات الخفيفة في الولايات المتحدة أربع مرات خلال السنوات السبع الماضية إلى 85 ألف وحدة وإن أكثر من نصف هذا العدد يجري تصديره من هناك.

وأضاف في بيان: "على المدى الطويل ستضر الولايات المتحدة نفسها إذ فرضت رسوما جمركية أو قيودا تجارية أخرى وتوظف شركات السيارات الألمانية نحو 33 ألف عامل في الولايات المتحدة إلى جانب نحو 77 ألف مورد للسيارات ألمانية".