مراهقة من "داعش"

وصفت المراهقة الألمانية التي التحقت بتنظيم "داعش" في العراق وسورية، ليندا ونزل، 17 عاما، فكرة الانضمام إلى التنظيم المتطرف بـ"الحمقاء"، حيث دمرت مستقبلها، وذلك في أول مقابلة لها منذ اعتقال القوات العراقية لها في الموصل، حيث أكّدت أنّ فكرة هروبها كانت غبية، ولكنها لم تظهر تأنيب ضمير كبير، في أول لقاء لها مع عائلتها منذ أن غادرت مسقط رأسها، مدينة بولسنيتز في ولاية ساكسونيا، إلى سورية في تموز/ يوليو من العام الماضي.

واجتمعت ليندا مع والدتها كاثرينا وشقيقتها مريم، مرة أخرى لفترة وجيزة، بعد السماح لهما بزيارة قصر العدل في العاصمة العراقية بغداد، ويظهر شريط فيديو اجتماع ليندا مع والدتها، وهي الآن محتجزة في السجن تنتظر المحاكمة، وكانت ترتدي الحجاب، وبدت مترددة في البداية، حيث توقفت لبضع ثوان قبل احتضان والدتها، وأخبرت والدتها "لا أعرف كيف وصلت إلى الفكرة الغبية بالذهاب إلى "داعش"، لقد دمرت حياتي"، وتحدثت عن سبب مغادرتها للمنزل، قائلة إنه كان هناك مشاكل مع عائلتها في ذلك الوقت، فبعد قرار اعتناقها الإسلام، شعرت بالرفض من والديها وأصدقائها في المدرسة.

وقالت والدتها في الاجتماع "كان يمكنك التحدث بشأن ذلك"، ولكن ردت ليندا قائلة "لم أتمن التحدث معك، حيث قلتي إنك لا تقبلين فكرة اعتناقي الإسلام"، ولفتت ليندا إلى أنها بعد ذلك وقعت في حب رجل شيشاني على الإنترنت، وأقنعها بالسفر إلى "داعش"، حيث ما يسمى بدولة الخلافة في سورية، وقالت إنها شاهدت أشرطة فيديو لـ"داعش"، والتي أظهرت الحياة الوردية للتنظيم، حيث الرجال وزوجاتهم والأطفال معًا في المتنزهات، ويخبزون الخبز سويًا، في حياة طبيعية مثل أي عالم آخر.

واستخدمت وثائق سفر والدتها للسفر إلى تركيا، حيث تزوجت الرجل الشيشاني والذي لا تعرف اسمه كاملا، حيث كانت تناديه "محمد"، وهي لا تتذكر اسم عائلته لأنه اسم شيشاني، وتم الزواج في تركيا قبل حتى أن تلتقي ليندا خطيبها، حيث تحدث معها على الهاتف من سورية وكان برفقته أحد الشهود، موضحة أنه لم يكن هناك أي حفلة للزفاف، فقط مراسم، وأضافت أنها في الغالب كانت تطهو الطعام وتنظف المنزل لزوجها الجديد، موضحة " لم نتحدث كثيرا، كان يأتي إلى المنزل، أطهو الطعام دائما أطهو وأنظف المنزل"، وقالت إنها كانت تقضي معظم وقتها مع النساء الآخريات وتساعد في رعاية أطفالهن، وتتنقل بين الرقة في سورية والموصل في العراق، وأشارت إلى أنّها "شخصيا، لم أكن قادرة على التعامل مع الأطفال، وفضلت الانشغال بنفسي، حاولات عدم الغضب حين أسمع صوت تفجير في مكن ما، مع سقوط الشظايا على السطح، وكنت أسأل نفسي لماذا أتيت إلى هنا .. هل أنا حمقاء؟".

وعانت ليندا من مشكلة التواصل؛ لأن النساء الآخريات لا يتحدثن اللغة الألمانية، وقد قتل زوجها في وقت لاحق في غارة جوية، وبقيت وحدها في بلد أجنبي، وفي كانون الثاني/ يناير 2017، أرسلت رسالة لوالدتها تقول " مات زوجي بسببك، لأنك تدفعين ثمن القنابل التي تسقط هنا من ضرائبك"، ووصفت رجال المخابرات الألمانية بالكلاب، وأشادت بهجوم برلين، الذي قام به المتطرف أنيس أمري، باستخدام شاحنة في العام الماضي في سوق عيد الميلاد، واشتهرت ليندا بعد انتشار صورها أثناء إلقاء قوات الأمن العراقية القبض عليها، حيث انتشلتها من تحت أنقاض مبنى في الموصل مع قرب نهاية المعركة في تموز/ يوليو.

وقالت مصادر أمنية عراقية إن لدينا تدربت على القنص وعثر على مدفع بحوزتها، ورغم ذلك، تدعي ليندا أنها تعرضت لغسيل دماغ من قبل المتطرفين، ولفتت إلى أنها لم تلمس السلاح، قائلة "لا أعرف كيف يعمل هذا الشيء"، وسيتم محاكمة ليندا في الشهر المقبل، في بغداد، بتهمة أنها عضو في منظمة متطرفة، وحتى الآن ترفض السلطات العراقية تسليمها إلى ألمانيا، وفي إشارة إلى الجروح الناجمة عن الغارات الجوية، قالت " لقد دمرت حياتي بذلك، استطيع فقط التعافي من الإصابات الجسدية"، وأضافت "دمرت مستقبلي، في ألمانيا يعرفني الجميع، يعرف الجميع شكلي، ولا يمكنني الذهاب إلى أي مكان دون أن يعرفني أحد، ربما لن أجد حتى وظيفة، وسيقول الجميع سوف نوظفها على أي حال".