فيكي كريستيانسن

 أطاحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برئيس مؤسسة إطفاء حرائق الغابات بسبب مزاعم بسوء السلوك الجنسي، وسط النضال لتغيير الثقافة الذكورية في المجتمع، حيث تم تعيين فيكي كريستيانسن، رئيسًا مؤقتًا للوكالة التي يعمل بها 35 ألف موظف، في موقت متأخر من يوم الخميس، وجاءت هذه الخطوة بعد حوالي 24 ساعة من تقاعد الرئيس السابق توني توكي، بشكل مفاجئ بعد الكشف عن علاقاته المزعومة بالمرؤوسين.

 

وعملت كريستيانسن مع الوكالة لمدة 7 سنوات، وأصبحت نائبًا لرئيسها في عام 2016، قبل انضمامها إلى الحكومة الفيدرالية، عملت أيضا في مجال الغابات لمدة 30 عاما على مستوى الولاية،و في أريزونا وواشنطن، وهي متزوجة من رئيس شرطة ولاية واشنطن السابق مايك هاريس ولديهما ابنان بالغان، وقال وزير الزراعة سوني بيردو، إنها مكلفة بأهدافين، تحسين استجابة الوكالة لسوء السلوك الجنسي بينما تدير أكثر من 300 ألف ميل مربع من الغابات والمراعي في 43 ولاية وبورتوريكو.

وتعكس مشاكل الوكالة على نطاق واسع فضائح سوء السلوك الأخيرة داخل وكالة الأراضي العامة الرئيسية الأخرى في البلاد، وجاء رحيل توكي بعد أيام فقط من إعلان أنه كان قيد التحقيق بعد علاقات مع المرؤوسين قبل تعيينه في أغسطس/ آب الماضي، وتحدثت ما لا يقل عن 34 امرأة إلى برنامج تلفزيوني وكشفت عن ثقافة التحرش الجنسي والاعتداء في الوكالة وقالت إنه كان هناك رد انتقامي ضد أولئك الذين أبلغوا عنه.


وأكّد توكي في مذكرة أخيرة للموظفين، أنّ الوكالة تستحق قيادة ذات "سلطة معنوية" حيث تتناول التقارير المتعلقة بسوء السلوك المتفشي والاعتداء على الموظفات، ولم ينكر بشكل مباشر الادعاءات الموجهة ضده ، لكنه قال إنه لا يستطيع مكافحة عدم دقة في البلاغات، وجددت الأحداث الدعوات من الكونغرس لمعالجة المشاكل القائمة والمستمرة منذ أمد طويل المتمثلة في التحرش الجنسي والبلطجة وفي بعض الحالات الاغتصاب.

وأفادت الموظفة في قسم الغابات في كاليفورنيا، آبي بولت، في شكوى تمييز جنسي معلقة ضد المشرفين الذكور، بأنّ الشائعات عن علاقات توكي بدأت في الانتشار داخل الوكالة حالما تم تعيينه، مضيفة أنها كانت تأمل أن تجلب كرستياني بعض "العيون الجديدة" إلى مشاكل دائرة الغابات، لكنها أرادت أيضا محاسبة توكي على المخالفات، وموضحة أنّه "إذا كان لدينا شخص يتقاعد ويتنحى عن منصبه، فإننا لن نتعلم الحقائق أبدا، وأي شخص آخر قد يتورط في ذلك، ولا نملك الفرصة للتعلم منه".

وذكرت النتائج الأولية لمراجعة التحرّش الجنسي التي نشرها المفتش العام في وزارة الزراعة يوم الخميس أن نصف الموظفين تقريبا أعربوا عن عدم ثقتهم في عملية الإبلاغ عن الشكاوى، وفي بريد إلكتروني إلى موظفي فورست سيرفيس، قال بيردو إنه يتم اتخاذ خطوات أكثر لحماية الضحايا من الانتقام، وتشمل هذه الاستخدامات المحققين الخارجيين على الأقل في العام القادم للتحقيق في ادعاءات سوء السلوك الجنسي، وفقا لاستجابة الوكالة إلى مراجعة المفتش العام.

ويعد أكثر من ثلث الموظفين الدائمين في خدمة الغابات من النساء، وهو رقم ينخفض خلال الصيف مع تعيينات موسمية إضافية، وفقا لإحصائيات الوكالة، ولم يرد مكتب بيردو على الأسئلة المتكررة حول ما إذا كان التحقيق مع توكي  سيستمر، كما رفض مسؤولو الوكالة الإجابة عما إذا كان محقق خارجي يتعامل مع قضيته، وأعرب المشرعون عن غضبهم من الأحداث ودعوا إلى جلسة استماع وتحقيق، حيث قال السيناتور الجمهوري ستيف دينيس من مونتانا، الذي يرأس اللجنة الفرعية للزراعة في مجلس الشيوخ التي تشرف على دائرة الغابات "أخطط لاستخدام كل وسيلة لضمان محاسبة جميع الفاعلين السيئين"، مضيفا أنه سيعقد جلسة استماع حول التحرش الجنسي في الوكالة.

وقالت جاكي سبييير من كاليفورنيا، وهي عضوة من الحزب الديموقراطي وصوت بارز في الكونغرس ضد التحرش الجنسي، إن هناك حاجة لإجراء تحقيق واسع في "الثقافة السمية" التي تقدمها مصلحة الغابات من قبل المفتش العام في وزارة الزراعة الأميركية، وبعد جلسات الكونغرس بشأن التحرش الجنسي في دائرة الغابات والداخلية في عام 2016، تعهد كبار المسؤولين مرارا بالتصدي للمشكلة، سواء أثناء إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وأخيرًا في عهد الرئيس دونالد ترامب.