القاهرة ـ وفاء لطفي
أكدت محافظ البحيرة نادية عبده، أن اختيارها من قبل القيادة السياسية في مصر، كأول امرأة تتولى منصب المحافظ، يعكس "تقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرأة في العمل". وشدّدت على اهتمام الدولة بالمرأة، وتمكينها في المناصب القيادية هو "أكبر دليل على أن مصر في طريقها للتقدم والازدهار".
وأضافت عبده في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أن الإخلاص في العمل يقود صاحبه إلى أعلى المناصب، سواء كان رجلًا أو امرأة، وتابعت "نتعاون مع الصندوق الاجتماعي لإنشاء المدارس ومراكز الشباب، ورصف الطرق الريفية، والتعاون مع الشركات الكبرى في إنشاء مصانع تدوير القمامة والمشروعات متناهية الصغر للمرأة المعيلة". وعن مجال تمكين المرأة في نطاق محافظة البحيرة، قالت "تم تصعيد العديد من السيدات في المواقع القيادية في محافظة، كمدير إدارة ووكيل وزارة ورئيس قرية ونائب رئيس مدينة ورئيس مدينة، وكان المعيار في الاختيار هو الكفاءة والجد والاجتهاد والإخلاص في العمل".
وأوضحت عبده، أن هناك خطة طموحة لاستكمال المشروعات القومية على أرض المحافظة، وحل المشاكل العالقة، مثل أزمات مياه الشرب ونقص الخدمات في القرى النائية، مشيرة إلى أن هناك توجيهات صريحة من الرئيس بسرعة إنجاز المشروعات التنموية، بحيث لا تتعدى عامًا على الأكثر، إضافة إلى أنها ستقوم بضخ استثمارات جديدة في المحافظة وإقامة العديد من المشروعات العملاقة، قائلة "أسعى إلى إنشاء منطقة لوجستية في منطقة إدكو الساحلية، بتكلفة 2 مليار دولار، وكذلك إنشاء مصنع لإنتاج الورق في رشيد باستثمارات صينية ومصرية".
وبشأن من يشكك في قدرتها كامرأة في إدارة محافظة بحجم البحيرة، تقول "العبرة بالعمل، وسأتابع كل المشروعات بنفسي، وعلى الجميع الالتزام بالمواعيد المحددة، لتسليم المشاريع وهذه رسالة واضحة وصريحة لكافة الشركات والمقاولين المسؤولين عن تنفيذ المشروعات في المحافظة، سواء كانت إقامة محطات مياه وصرف صحي، أو إنشاء مدارس أو إنشاء كباري أو رصف طرق ولا تهاون مع أي مقصر، وعليهم أن ينتظروا كيف لامرأة أن تتولى منصب محافظ".
وأشارت محافظ البحيرة، إلى أنها كامرأة تقوم بجولات ميدانية على كافة القطاعات الخدمية، للوقوف على مستوى الخدمة المقدمة للمواطن البحراوي، لمتابعة كافة المشروعات التي تقام على أرض المحافظة. وعن خطتها لمحاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي تزداد في البحيرة، قالت "أبعث برسالة تفاؤل لشباب المحافظة، من خلال توفير الآلاف من فرص العمل للشباب، للقضاء على أزمة البطالة ومواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فور الانتهاء من إقامة المشروعات العملاقة على أرض المحافظة في موعد غايتها 6 أشهر من الأن".
وردًا على انتقاد عدد من المنتمين للتيار السلفي، لقرار تعيين امرأة محافظًا للبحيرة، قالت "هذا الرفض بمثابة مؤامرة تحاك ضد مصر، ولكني أثني في نفس الوقت على دور مجمع البحوث الإسلامية وعلماء الأزهر الأجلاء، والكثير من المثقفين والإعلامين والحقوقيين الذين ردوا على هذا البيان، وأقول إن هذه الجماعات تشوه صورة الإسلام أمام الغرب، وعليهم أن يرجعوا إلى المؤسسات الإسلامية في مصر وفي مقدمتها الأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم العربي".
واختتمت حديثها عن المرأة في اليوم العالمي لها، قائلة "أشيد بصلابة وإصرار المرأة المصرية على القيام بدورها في استقرار وطنها، لأن المرأة المصرية تلعب دورًا أقوى من خلال انتخابات المحليات، خاصة بعد منح الدستور 25% من مقاعد المحليات للمرأة، و25% من الشباب، كما أن المرأة يجب أن تكون صبورة ولديها قوة تحمل وتعمل على غرس الوازع الديني والوطنية والتربية الحميدة والقومية، في نفوس أبنائها كما تربينا عليها للحفاظ على أولادها والمجتمع، وتتقن المثابرة لخدمة عائلتها، وتعلم جيدا أن الجنة تحت أقدام الأمهات".