ملكة جمال العراق شيماء قاسم

تلقت ملكة جمال العراق المتوجة لأول مرة منذ عام 1972 شيماء قاسم، اتصالا هاتفي لتهديدها بالاختطاف إذا لم تنضم لـ"داعش"، بعد أن توجت يوم السبت في العاصمة بغداد.

ونقلت وسائل الإعلام الكويتية، أن الملكة، البالغة من العمر 20 عاما، من كركوك، ذعرت بسبب المكالمة الهاتفية، ولكنها أصرت أن التهديدات لن توقفها، ووفقا لصحيفة "جوروزاليم بوست"، أن المكالمة هددت الفتاة بالاختطاف أو الانضمام لتنظيم داعش.

وكانت مسابقة ملكة جمال العراق عقدت لأول مرة منذ 40 عاما، وأصرت شيماء على مواصلة مسيرتها رغم العقبات، وأكدت "أريد أن أثبت أن المرأة العراقية تمتلك وجودا وشخصية في المجتمع، وأن لديها حقوقا مثل الرجال، أنا لا أخاف من شيء، وأثق أن ما أقوم به ليس خطأ". وأفيد في أيلول/سبتمبر أن منظمي الحدث واجهوا رد فعل غاضب من المتشددين الإسلاميين وزعماء القبائل المحافظين، الذين ادعوا أن مثل هذه الممارسات غير إسلامية وتقوض الأخلاق العامة للمجتمع.

ونقلت "رويترز" أن اثنتين من المتسابقات انسحبتا بعد تقليهما تهديدات بالقتل، وحذف منظمو المسابقة فقرة ملابس السباحة خلال الخاتمة المتلفزة، في محاولة للحد من الانتقادات، لكن بعض المتنافسات أصررن على المضي قدما في المسابقة، وخصوصا بدعم العراقيين العاديين، في خطوة اعتبروها تقدما نحو الحياة الطبيعية في مجتمع مازال منقسما منذ 12 عاما من إطاحة الولايات المتحدة بنظام صدام حسين.

وكانت أول وآخر مشاركة للعراق في مسابقة ملكة جمال دولية كبيرة في عام 1972، عندما مثلت وجدان الدين بلادها في مسابقة ملكة جمال الكون.

وصرحت شيماء لوكالة فرانس برس "أنا سعيدة جدا لرؤية العراق يمضي قدما، واستطاع هذا الحدث الضخم رسم البسمة على وجوه العراقيين، وأشار المدير الفني للحدث سنان كامل "نحن نتطلع قدما لوجود سفيرة جيدة للعراق، ونأمل بأن نستطيع أن نعلى صوت العراق في العالم، وأن نبين له أننا مازلنا على قيد الحياة وأننا نملك قلبا نابضا". وأشاد كامل في وقت سابق بقدرة المنظمين على احترام المحرمات والحساسيات في بلد مسلم ومحافظ ودعم المسابقة، وقال "لقد نظمنا مسابقة وفقا لمعايير المناسبة للمجتمع العراقي لنثبت أن العراق بلد متحضر لديه روح وطنية وروح للحياة".

واستبدل المنظمون المايوه مع زي أكثر تحفظا، مع حظر ارتداء الحجاب تماشيا مع بروتوكول المسابقات الغربية، فيما حذرت قناة تلفزيونية إسلامية موالية للشيعة في أيلول/سبتمبر أن الحدث منافٍ للآداب العامة ويفسد المجتمع، واتهموا المنظمون بالماسونية ومعاداة الإسلام. وفقدت في الفترة الأخيرة مسابقات ملكات الجمال جاذبيتها في الدول الغربية، حيث أصبح الكثير يراها أنها مهينة للمرأة وتعزز التمييز ضد المرأة، لكن في العراق ينظر إليها على أنها أمل في التغيير الاجتماعي لمزيد من الانفتاح.

وكانت الملاهي الليلية والمشروبات الكحولية متاحة في عهد الرئيس السابق صدام حسين، مع دور قليل لرجال الدين في السياسة العامة، ومنذ الغزو الذي قادته أمريكا عام 2003 للإطاحة بنظام صدام حسين، تقلص عدد اللبراليين بشكل كبير في البلاد، وتزامن هذا مع صعود الأغلبية الشيعية والأقلية السنية ليزيد الانقسام على أساس طائفي والتعصب.