التحرش الجنسي في الصين

يتزايد قلق خمس ناشطات صينيات أوقفن للاشتباه في "افتعال المشاجرات وخلق الاضطرابات" إثر التخطيط لتسليط الضوء على التحرش الجنسي في يوم المرأة العالمي.

وتشتهر الموقوفات بعملهن على حقوق المرأة والمثليين، ومنهن من أطلقت لافتات لكسب اهتمام الرأي العام.

وشاركت لي تينغ، في حملة "احتلوا مراحيض الرجال" للتدليل على عدم كفاية مرافق المرأة وساروا في الشوارع في ثوب زفاف متناثر عليه بقع الدم من أجل زيادة الوعي تجاه العنف المنزلي.

وأوقفت السلطات في بكين وقوانغتشو وهانغتشو تسع ناشطات قبل اليوم العالمي للمرأة، الأحد، ولكن تم الإفراج عن أربع منهن منذ ذلك الحين, وورد أنَّ الخمس المتبقين كن يعتزمن توزيع ملصقات تحمل شعارات مثل "الشرطة: أوقفوا مرتكبي جرائم التحرش الجنسي".

وزادت حالات التوقيف والإدانة للنشطاء بشكل حاد منذ تولي شي جين بينغ زعامة الصين قبل عامين, وتم القبض على النساء خلال الاجتماعات السياسية السنوية في بكين، إذ تُعد دائمًا فترة حساسة, في حين أنَّه لم تؤد مبادرات مماثلة للاحتفال بيوم المرأة العالمي السابق إلى الحجز.

وحدثت إجراءات التوقيف حين التقى رئيس مجلس الدولة, لي كه تشيانغ, بالمشرعات، وأخبرهن: أنَّ النساء تشغلن نصف السماء - وهو اقتباس من مقولة شهيرة لماو تسي تونغ -، ويجب أن نؤمن بأن نظرائكن الذكور سوف يمضين قدمًا يدًا بيد معكن.

وقالت، ناشطة في مجال حقوق المرأة، فنغ يوان: لا نفهم لماذا تتعامل السلطات بشكل حاد حتى ذلك الوقت, ما يريده الناشطين هو بالضبط ما تقره سياسة الدولة على النساء, وهو أنَّ المرأة يجب أن تكون على قدم المساواة.

وأضافت: هناك الكثير من الرسائل المختلطة، وهناك بعض التقدم أيضًا, بالنسبة لهؤلاء النشطاء الشباب الذين أوقفوا، نرى أنَّ التقدم في المساواة بين الجنسين يسير بشكل بطيء جدًا، وإنجازاتنا قليلة جدًا.

في العام الماضي، صرحت لي تينغ تينغ (25 عامًا) بأنَّ التمييز بين الجنسين يزداد سوءًا. وصرحت موقوفة أخرى، تشنغ داتو (25 عامًا) بأنَّها تشتكي من تصنيف الحركات النسائية بأنَّها من كارهي الرجال.

وتمت مداهمة مركز "Weizhiming" أيضًا، إذ أنَّ التوقيف والغارات على مكاتب المنظمات غير الحكومية تأتي في الوقت الذي تدخل فيه الحكومة الصينية تدابير قوية، مثل مشروع قانون لتقييد تمويل وعمليات المنظمات غير الحكومية الأجنبية داخل الصين، لمزيد من عمليات إغلاق المنظمات ووقفها عن العمل.

وصرحت منظمة العفو الدولية بأنَّ وو اتصلت بصديقها يوم توقيفها ولكن كل ما يمكن أن يسمع هو صرخات واضحة من الألم قبل أن ينقطع الخط, وكان الصديق هو الباحث الصيني, وليام ني.

وأضاف ني: أنَّه لشيء تقشعر له الأبدان أن ينتهي اتصال النساء بالشرطة للتحقيق في التحرش الجنسي بتوقيفهن, يجب أن يتم إسقاط تهم الخمس نساء وإطلاق سراحهن فورًا دون قيد أو شرط, وينبغي أن تعمل السلطات الصينية مع هؤلاء النساء لمعالجة التحرش الجنسي، وليس لاضطهادهن.

وأضاف محامي وي تينغ تينغ, وانغ تشيوشى: دعت الحكومة منذ فترة طويلة من أجل حماية حقوق المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، وهذا بالضبط ما تقوم به هذه الحركة النسائية, أعتقد أن ما قاموا به أو كانوا يخططون للقيام به يستحق الإشادة بدلًا من معاقبتهن.

وتابع صديق المحتجزات وكاتب عمود حقوق المرأة, لو بين: لو كان كما سمعنا - كانوا يخططون لوضع ملصقات على الحافلات – فذلك ليس انتهاك للقانون على الإطلاق، ولا إخلال بالنظام العام ، ناهيك عن حقيقة أنَّ تلك الخطط لم تحدث أصلًا.
 
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ20 للمؤتمر العالمي الرابع للأمم المتحدة للمرأة، الذي عقد في الصين, وكان ينظر إليه على أنه خطوة كبيرة إلى الأمام.

وصرحت أستاذ دراسات المرأة في جامعة ميشيغان, وانغ تشنغ، أنَّ ألف ناشط حضروا اجتماعًا في نيويورك للدعوة للإفراج عن الخمس نساء.

وأكدت أنَّها تأمل أن تصحح الحكومة الصينية ما وصفته بـ"الخطأ"، لتجنب الأضرار التي لحقت بصورتها الدولية، من مؤيدي المساواة بين الجنسين.

وأضافت: أخاف أن نرى تقهقر خطة الحكومة الصينية للمشاركة في استضافة مؤتمر قمة المرأة العالمي مع الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر بعد هذا الموقف.